في مثل هذا اليوم، 26 أكتوبر 1995، اغتيل القيادي الفلسطيني فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي، في عملية نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا. وُلد الشقاقي عام 1951 في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين، حيث نشأ في ظل ظروف اللجوء القاسية وفقد والدته وهو في الخامسة عشرة من عمره، ما أثر في تكوين شخصيته النضالية والمناهضة للاحتلال.
تلقى تعليمه الجامعي في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، ثم توجه إلى مصر لدراسة الطب في جامعة الزقازيق عام 1974، وهناك تأثر بالتيار الإسلامي وبرز اختلافه مع الإخوان المسلمين، مما دفعه مع مجموعة من أصدقائه إلى تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في أواخر السبعينيات. تركزت أفكاره على الكفاح المسلح كحل أساسي لتحرير فلسطين، وهو ما عبّر عنه في كتابه “المقاومة.. الحل الإسلامي والبديل” الذي نشره عام 1979، مما أدى إلى اعتقاله في مصر ثم إبعاده لاحقًا.
كان لنشاط الشقاقي السياسي والعسكري تأثير كبير، إذ اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات بسبب تورطه في أعمال عسكرية ضد الاحتلال، كما تم نفيه إلى لبنان عام 1988. واصل الشقاقي تنقلاته بين العواصم العربية والإسلامية لتنظيم الدعم والمساندة للمقاومة الفلسطينية.
اغتيل الشقاقي في مالطا أثناء عودته من ليبيا إلى دمشق، بعد لقاءات مع العقيد معمر القذافي لمناقشة الأوضاع الفلسطينية، وقد كان يحمل جواز سفر ليبياً باسم مستعار. وجاء اغتياله إثر مسؤوليته عن عملية “بيت ليد” التي نُفذت في 22 يناير 1995 وأسفرت عن مقتل 22 جندياً إسرائيلياً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
تحول فتحي الشقاقي بعد اغتياله إلى رمز للنضال الفلسطيني، وخلّف إرثاً فكرياً وسياسياً وثقافياً مهماً، حيث أصدر مركز يافا للدراسات موسوعة توثق أعماله ومواقفه، ليبقى اسمه حاضراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني والمقاومة