في مثل هذا اليوم، السادس من أبريل عام ألف ومائتين وخمسين، شهدت مدينة المنصورة المصرية واحدة من أعظم الانتصارات في تاريخ الحروب الصليبية، حيث تمكنت القوات المصرية من إلحاق هزيمة ساحقة بالحملة الصليبية السابعة وأَسرت قائدها ملك فرنسا لويس التاسع، في مشهد يخلّد شجاعة المصريين وبسالتهم في الدفاع عن أرضهم.
كانت تلك الحملة قد انطلقت من فرنسا بقيادة لويس التاسع عام ألف ومائتين وتسعة وأربعين، متوجهة أولًا إلى قبرص ثم إلى مصر، حيث كان يرى أن السيطرة على دمياط تمثل مفتاحًا للسيطرة على القدس، إذ كان يخطط لاستخدام المدينة كورقة ضغط في المفاوضات مع السلطان المصري. بالفعل نزل الصليبيون إلى دمياط في الرابع من يونيو دون قتال يُذكر، بعدما انسحب منها المسلمون تكتيكيًا، في وقت كان فيه السلطان الصالح أيوب يعاني من المرض لكنه أصر على إدارة المعركة بنفسه من أشموم طناح (أشمون الرمان حاليًا).
ومع وفاة السلطان الصالح في خضم الأحداث، تولت زوجته شجرة الدر إدارة شؤون الدولة بالتنسيق مع قادة الجيش وعلى رأسهم الأمير فخر الدين ويوسف بن شكر، ثم لاحقًا الأمير بيبرس، الذي لعب دورًا محوريًا في صد الهجوم الصليبي عند أبواب المنصورة. وبتكتيكات حربية بارعة، تم استدراج الصليبيين إلى داخل المدينة حيث نُصب لهم كمين محكم، انتهى بمقتل عدد كبير من جنودهم وقادتهم، وأُسر الملك لويس نفسه في دار ابن لقمان بالمنصورة.
مثّل هذا النصر نقطة تحول في مسار الحملة الصليبية، إذ انهارت بعدها معنويات الجيش الصليبي، واضطر لويس لدفع فدية ضخمة مقابل إطلاق سراحه، ليغادر مصر إلى عكا، ومنها إلى فرنسا بعد أربع سنوات.
ويظل يوم 6 أبريل شاهدًا على بسالة المصريين في الدفاع عن أوطانهم، وذكراه خالدة في سجل البطولات الإسلامية والمصرية، حين سقطت أوهام الصليبيين على أبواب المنصورة، وتحوّلت أطماعهم إلى هزيمة مدوية كتبت نهاية الحملة الصليبية السابعة.