انتزع الانفصاليون الجنوبيون في اليمن [ المنتمين للمجلس الإنتقالي الجنوبي] السيطرة على جزيرة سقطرى الواقعة في بحر العرب وعزلوا محافظها وطردوا قوات الحكومة. ونددت الحكومة اليمنية بهذا التطور ووصفته بالانقلاب.
وكان المجلس الانتقالي الإنفصالي الجنوبي أعلن الحكم الذاتي في الشطر الجنوبي من البلاد في أبريل الأمر الذي عقّد مساعي الأمم المتحدة لإقرار وقف دائم لإطلاق النار في الحرب التي يخوضها الانفصاليون والقوات الحكومية ضمن تحالف تقوده السعودية في مواجهة جماعة الحوثي التي تسيطر على الشمال.
إلا أن بعض قادة الجنوب اليمني شكلوا في مايو 2017 مجلسا إنتقاليا يهدف لفصل الجنوب اليمني عن الشمال، وهو الأمر الذي زاد من تفتت الجبهة التي تعارض سيطرة الحوثيين على البلاد.
وأعلن المجلس الانتقالي يوم السبت أنه سيطر على منشآت وقواعد عسكرية حكومية على الجزيرة الرئيسية في أرخبيل سقطرى ذي الكثافة السكانية المنخفضة والذي يقع عند مدخل خليج عدن في واحد من أكثر الممرات الملاحية ازدحاما في العالم.
ونددت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بهذا العمل ووصفته بأنه انقلاب كامل على الجزيرة واتهمت قوات المجلس بمهاجمة المباني الحكومية في تصرف شبهته بأساليب ”العصابات“.
واتهم محافظ سقطرى رمزي محروس السعودية والإمارات اللتين تقودان التحالف بغض الطرف عن هذا التطور.
وكانت مصادر ذكرت لرويترز الأسبوع الماضي أن السعودية، التي سبق لها التوسط في اتفاق بين المجلس الجنوبي وحكومة هادي تم توقيعه بالرياض في نوفمبر 2019، قدمت اقتراحا لإنهاء المواجهة مع الانفصاليين لكن المجلس الانتقالي الجنوبي نفى فيما بعد أنه تسلم الاقتراح.
وتريد الرياض منع تشكل جبهة ثانية في الحرب اليمنية المتعددة الأوجه والتي تشهد جمودا عسكريا منذ سنوات. وكان التحالف تدخل في اليمن في مارس 2015 بعد أن أطاحت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران بالحكومة اليمنية وأخرجتها من العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014..
وجزيرة سقطرى واحدة من أجمل الجزر العربية ، وهي مسجلة ضمن مواقع التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لما تحتويه من نباتات نادرة، وهي تقع في الممر الملاحي الذي يربط آسيا بأوروبا عن طريق البحر الأحمر وقناة السويس.