الرياض/ طهران٥ سبتمبر ٢٠٢٣
أكد السفير السعودي لدى إيران عبدالله بن سعود العنزي، يوم الثلاثاء، أن رؤية المملكة ٢٠٢٣، تمثل خارطة طريق تعكس جميع أوجه التعاون التي يمكن البناء عليها لتعزيز التعاون بين المملكة وإيران.
وقال العنزي لدى وصوله إلى العاصمة طهران لمباشرة مهام عمله، إن توجيهات القيادة السعودية تؤكد أهمية تعزيز العلاقات وتكثيف التواصل واللقاءات بين المملكة وإيران، ونقلها نحو آفاق أرحب كون المملكة وإيران جارين ويمتلكان الكثير من المقومات الاقتصادية والموارد الطبيعية والمزايا التي تساهم في تعزيز أوجه التنمية والرفاهية والاستقرار والأمن في المنطقة وبما يعود بالنفع المشترك على البلدين والشعبين.
وتأتي تصريحات السفير السعودي في إطار الجهود التي تبذلها السعودية وإيران لتحسين العلاقات بينهما، والتي شهدت توتراً كبيراً منذ عام 2010، على خلفية عدد من القضايا، أبرزها دعم إيران لحركات مقاومة مسلحة في المنطقة، ودور المملكة في التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن.
تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية
كانت العلاقات السعودية الإيرانية متوترة منذ عقود، بسبب اختلاف الرؤى السياسية والدينية بين البلدين.
وتفاقمت التوترات بين البلدين في عام 1979، بعد الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، وأدت إلى إقامة نظام إسلامي في إيران.
وعارضت السعودية النظام الإيراني الجديد، واتهمته بنشر الأيديولوجية الشيعية في المنطقة، ودعم حركات مقاومة مسلحة ضد الدول العربية.
في عام 1987، شهدت مكة المكرمة اشتباكات بين الحجاج الإيرانيين والأمن السعودي، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، بينهم 275 إيرانياً.
وبعد هذه الحادثة، قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وفي عام 1991، استعادت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد مشاركة إيران في حرب الخليج الثانية.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات السعودية الإيرانية بعض التحسن، لكن التوتر ظل قائماً بين البلدين.
جهود المصالحة
في عام 2016، قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران مرة أخرى، بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران، احتجاجاً على إعدام السعودية لرجل دين شيعي يدعى نمر النمر.
ومنذ ذلك الحين، حاولت السعودية وإيران إحياء العلاقات بينهما، من خلال سلسلة من اللقاءات الثنائية والحوارات غير المباشرة.
وفي عام 2022، أعلن البلدان عن اتفاق لبدء تبادل الزيارات الدبلوماسية، وفتح قنوات اتصال رسمية.
آفاق المستقبل
تشير تصريحات السفير السعودي عبدالله بن سعود العنزى إلى أن المملكة تسعى إلى تعزيز العلاقات مع إيران، وأنها ترى في رؤية المملكة 2030 خارطة طريق يمكن البناء عليها لتحقيق ذلك.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه السعودية إلى تحسين العلاقات مع دول المنطقة، في إطار سعيها لتعزيز دورها الإقليمي.
ومن المتوقع أن تشهد العلاقات السعودية الإيرانية تطوراً في الفترة المقبلة، خاصة في ظل الجهود التي تبذلها البلدان لتحسين العلاقات بينهما.