ظهرت في الآونة الأخيرة تقارير موثوقة عن أعمال نهب وعنف جنسي واعتداءات في مخيمات اللاجئين الاريتريين وانتهاكات أخري لحقوق الإنسان، يقوم بها جنود إريتريون يقاتلون مع القوات الإثيوبية ضد قوات تيجراى، مما دفع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمطالبة بانسحاب فوري للقوات الإريترية من منطقة تيجراي الإثيوبية.
ورغم ان الحكومتين الإريترية والإثيوبية تنفيان وجود قوات إريترية في تيجراي الا ان تقارير صحفية أشارت لاستهداف ، جنود إريتريين يقاتلون مع القوات الإثيوبية في تيجراي للاجئين الاريتريين الهاربين من اريتريا. وارتكبت ضدهم اعمال نهب واعتداءات جنسية وانتهاكات أخرى.
والبيان الأمريكي هو أول تدخل رسمي لإدارة الرئيس الجديد “بايدن” في ازمة تيجراي وضغوطًا جديدة من جانب إدارة بايدن على حكومة إثيوبيا،، ومقاتلين آخرين تخطي القتال الدامي في تيجراي ثلاثة أشهر بعد ان اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان “هناك أيضًا أدلة على قيام جنود إريتريين بإعادة اللاجئين الإريتريين قسراً من تيجراي إلى إريتريا”.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأسبوع الماضي عن شهود فروا من منطقة تيجراي قولهم إن الجنود الإريتريين ينهبون الممتلكات ويقتلون الشباب من منزل إلى منزل بل ويعملون كسلطات محلية.
وكان الإريتريون يقاتلون إلى جانب القوات الإثيوبية أثناء مطاردتهم للزعماء الهاربين في منطقة تيجراي، على الرغم من نفي الحكومة الإثيوبية وجودهم.و كان أبي احمد وقّع مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في 2018 اتفاق سلام ينهي عداء دام 20 عاما، وأصبحا الآن يعتبران الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي عدوا مشتركاً.
وقد يتسبب التقييم الأمريكي للوضع في مأزق سياسي محتمل حيث تنظر واشنطن إلى إثيوبيا باعتبارها حليفاً رئيسياً في منطقة القرن الإفريقي المضطربة.
بينما هناك إتهامات لحكومة إريتريا بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.وكانت وكالة غوث اللاجئين في جنيف قد اكدت مؤخراً ان القلق يتنامى بسبب وضع اللاجئين الاريتيريين، في تيجراي بسبب نفاذ المواد الغذائية مما يهدد بخطر الجوع وسوء التغذية. وعبرت الوكالة عن القلق البالغ بسبب تقارير عن هجمات وأعمال قتالية بالقرب من المخيمات وعمليات خطف وإجبار اللاجئين على مغادرة مخيماتهم بواسطة القوات الاريترية التي تساعد الحكومة الاثيوبية في الاعمال العسكرية في الاقليم الذي لا يزال معزولاً إلى حد كبير عن العالم الخارجي.
ورغم ان بيان الولايات المتحدة يسعى أيضًا إلى وقف فوري للقتال في تيجراي و”وصول دعم إنساني كامل وآمن ودون عوائق” إلى المنطقة، الا انه لم يتضح بعد استجابة اثيوبيا او اريتريا للطلب الامريكي.
ويخشى اللاجئون الإريتريون في إثيوبيا من أن تستمر معاناتهم بعد أن جعلتهم العملية العسكرية التي قام بها رئيس الوزراء آبي أحمد لإنهاء الصراع في منطقة تيجراي الشمالية في موقع أخطر من ذي قبل..حيث تم تسجيل ما يقرب من 100 ألف لاجئ جاءوا من هذه المنطقة على حدود شمال إثيوبيا، كانوا يقيمون في أربع مخيمات في “تيجراى” عندما اندلع القتال في نوفمبر 2020 بين الحكومة الإثيوبية والسلطات الإقليمية المنبثقة من “جبهة تحرير شعب تيجراي”.
وقالت الأمم المتحدة في آخر تحديث إنساني لها إنها تتلقى تقارير عن “زيادة الجوع” في تيجراي و”نقص حاد في الوصول إلى الغذاء” لأن العديد من المزارعين في المنطقة الزراعية إلى حد كبير فاتهم الحصاد بسبب القتال، وكذلك لا يمكن لموظفي الاغاثة الوصول إلى المنطقة، وقالت الأمم المتحدة إن روابط النقل والكهرباء والمصارف وغيرها لم يتم استعادتها بعد في كثير من أنحاء المنطقة، ولا تزال 78٪ من المستشفيات معطلة.
كما ابدى، أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، قلقه البالغ حيال أزمة إقليم تيجراي بعد ان كشفت أحزاب المعارضة، في إثيوبيا، قبل أيام، عن تقارير تؤكد مقتل 50 ألف مدني جراء القتال الذي شنته حكومة أبي أحمد رئيس الوزراء ضد إقليم تيجراي في شمال البلاد وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل قبل وقوع كارثة إنسانية مروعة.
وأكد البيان أن الحكومة الإثيوبية استخدمت الجوع كسلاح لإبقاء إقليم تيجراي تحت السيطرة ما أسفر في النهاية عن تشريد مئات الآلاف وهروبهم إلى دول الجوار، إضافة إلى مقتل عشرات الآلاف من الإثيوبيين.