الكتاب الذي بين يديك هو “تراث الإسلام” من تأليف جوزيف شاخت وكليفورد بوزورث، مع ترجمة د. محمد رهير السمهوري، د. حسين مؤنس، ود. إحسان صدقي العمد، وقد صدر لأول مرة في إطار سلسلة عالم المعرفة في يناير 1978.
نبذة عن الكتاب:
هذا الكتاب يعرض الإرث الحضاري للإسلام وتأثيره على البشرية عبر العصور، ويركز على مختلف المجالات بما فيها السياسية، الاقتصادية، العلمية، الفنية، والدينية. من بين الفصول التي يتناولها الكتاب “الصورة الغربية والدراسات الغربية الإسلامية” و”السياسة والحرب” و”الفن والعمارة”. يقدم الكتاب دراسة شاملة تغطي مساهمات الإسلام الحضارية ودوره في التاريخ.
تعريف بالمؤلفين:
• جوزيف شاخت هو أحد أبرز الباحثين في الدراسات الإسلامية القانونية، وتخصص في الشريعة الإسلامية، وكتب فصلاً حول الشرع الإسلامي في الكتاب.
• كليفورد بوزورث عالم بارز في الدراسات الإسلامية والتاريخ، وتولى إكمال المشروع بعد وفاة شاخت، حيث قام بمراجعة المواد وإضافة فصول جديدة.
المقدمة:
الكتاب يُعنى بتقديم صورة شاملة عن تأثير الحضارة الإسلامية على العالم، وليس مجرد استعراض للإسلام كدين. إذ يوضح الكتاب أنه يعرض التراث الحضاري للإسلام، بما يشمل إسهاماته العلمية والثقافية التي امتدت عبر العصور، وكيف أثرت على العالم الغربي. كما يسعى لتقديم فهم أعمق للعلاقات الثقافية والفكرية بين الإسلام وبقية الحضارات، مع التركيز على كيفية استقبال الغرب لهذه الحضارة وتأثيرها على مجالات الفكر والعلم.
ملخص:
من خلال هذا الكتاب، يُظهر المؤلفون كيف تمثل الإسلام ليس فقط كدين، بل كحضارة غنية شملت مجالات متعددة. يمثل الكتاب جزءًا مهمًا من المكتبة العربية في تقديم صورة دقيقة عن الإسلام من خلال عيون المستشرقين، وكيف حاول الباحثون الغربيون استيعاب وفهم التراث الإسلامي عبر القرون.
استعراض شامل لمحتوى كتاب “تراث الإسلام”
كتاب “تراث الإسلام” الذي ألفه جوزيف شاخت وكليفورد بوزورث يعد دراسة شاملة عن الحضارة الإسلامية وتأثيراتها المختلفة على العالم عبر التاريخ. الكتاب يستعرض عدة مجالات من التراث الإسلامي، ويتناول موضوعات تتعلق بالدين، السياسة، الاقتصاد، والفن الإسلامي، بالإضافة إلى العلاقات الثقافية بين الإسلام والحضارات الأخرى. يتألف الكتاب من عدة فصول مهمة تعكس عمق البحث والدراسة حول الإسلام.
الفصل الأول: الصورة الغربية والدراسات الغربية الإسلامية
هذا الفصل يتناول كيف صور الغرب الإسلام والمسلمين على مر العصور، منذ بدايات الصدام مع العالم المسيحي الغربي في العصور الوسطى. الكتاب يستعرض الصورة النمطية التي رسمها الغرب عن الإسلام كعدو حضاري وعدائي. كما يناقش التحيزات التي تبنتها الدراسات الاستشراقية الغربية في تعاملها مع الإسلام كدين وحضارة، وكيف أفرزت هذه الدراسات صورة مشوهة إلى حد ما عن الإسلام في الأوساط الغربية.
الفصل الثاني: الإسلام في عالم البحر المتوسط
يقدم هذا الفصل نظرة على الدور الذي لعبه الإسلام في منطقة البحر المتوسط، وهي منطقة كانت مسرحًا للتفاعل الثقافي والسياسي بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأوروبية المجاورة. يوضح المؤلفون كيف أثر الإسلام في ثقافات هذه المنطقة من خلال التجارة، العلم، والسياسة، وكيف كان تأثير الإسلام يتغلغل حتى في الدول غير المسلمة.
الفصل الثالث: الحدود القصوى للإسلام في أفريقيا وآسيا
هذا الفصل يركز على توسع الإسلام وانتشاره في أفريقيا وآسيا. يستعرض الكتاب الطريقة التي دخل بها الإسلام إلى هذه القارات وكيف تفاعل مع الثقافات المحلية. يتناول الفصل أيضاً أثر الإسلام على المجالات الاجتماعية والاقتصادية لهذه المناطق، كما يسلط الضوء على التحديات التي واجهتها الدعوة الإسلامية هناك.
الفصل الرابع: السياسة والحرب
يناقش هذا الفصل العلاقات السياسية والعسكرية بين الدول الإسلامية والدول الأخرى. يتحدث عن الدبلوماسية الإسلامية، الحروب الصليبية، والحروب التي خاضها المسلمون ضد القوى الاستعمارية. كما يستعرض الفتوحات الإسلامية والطرق التي استخدمها المسلمون لنشر الإسلام وتأمين مصالحهم السياسية في المناطق التي توسعوا إليها.
الفصل الخامس: التطورات الاقتصادية
في هذا الفصل، يتناول الكتاب النظام الاقتصادي الذي كان سائداً في الدول الإسلامية، بما في ذلك التجارة، الزراعة، والصناعة. يُظهر الكتاب كيف ساهم الاقتصاد الإسلامي في تقدم المجتمعات الإسلامية وتطورها، مع تسليط الضوء على الابتكارات التي قدمتها الحضارة الإسلامية في مجالات الزراعة والصناعات الحرفية والتجارية.
الفصل السادس: الفن والعمارة
الفن والعمارة الإسلامية تحظى باهتمام كبير في هذا الفصل. يوضح الكتاب كيف تأثر الفن الإسلامي بالديانة الإسلامية وكيف انعكست القيم الدينية على العمارة الإسلامية. يناقش الكتاب أيضاً المظاهر الفنية المختلفة مثل الزخرفة والخط العربي، وارتباط الفن الإسلامي بالعمارة الدينية والمدنية مثل المساجد والقصور.
الهوامش والمراجع
الكتاب يحتوي على مجموعة واسعة من الهوامش والمراجع التي تعزز محتواه العلمي. هذه المراجع تشمل دراسات وأبحاث غربية وإسلامية حول الإسلام، وتظهر الجهد المبذول من قبل المؤلفين في استعراض شامل لتاريخ الحضارة الإسلامية من وجهات نظر متعددة.
أهداف الكتاب:
الكتاب يهدف إلى تقديم نظرة شاملة على الإسلام كحضارة متكاملة وليس فقط كدين. فهو يعرض كيف أثرت هذه الحضارة على البشرية جمعاء من خلال إسهاماتها في مجالات الفلسفة، الطب، الفنون، والعلوم الطبيعية. كما يركز على التفاعل الثقافي بين الإسلام والحضارات الأخرى، خاصة الغربية منها، ويشرح كيف تطورت هذه العلاقة عبر العصور.
مميزات الكتاب:
• شمولية الموضوعات: يغطي الكتاب مجموعة واسعة من الموضوعات، من الدراسات الاستشراقية إلى التأثيرات الفنية والاقتصادية للحضارة الإسلامية.
• التوازن بين التاريخ والدين: يعرض الكتاب الإسلام كحضارة، مع التركيز على دوره في تشكيل التاريخ العالمي.
• الدقة الأكاديمية: الكتاب قائم على دراسات مستفيضة ومتعمقة من قبل باحثين بارزين في مجال الدراسات الإسلامية.
استنتاج:
“تراث الإسلام” يعد مرجعًا هامًا لكل من يرغب في فهم التراث الإسلامي بشكل شامل وعميق. فهو يقدم نظرة متوازنة عن الإسلام من منظور حضاري، مع التركيز على الإسهامات التي قدمها المسلمون للبشرية في مختلف المجالات.