مقدمة
شهدت الساحة السياسية الدولية تطورًا مهمًا في ملف القضية الفلسطينية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجعه عن الإسراع في تنفيذ خطة غزة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لن تمول استثمارات هناك، وأنه لا حاجة لنشر جنود أمريكيين في القطاع. ويأتي هذا التراجع في ظل ضغوط دبلوماسية مكثفة قادتها مصر بالتنسيق مع عدد من الدول العربية لمنع تنفيذ هذه الخطة التي وُصفت بالخبيثة.
أبرز تصريحات ترامب
• لا داعي للعجلة في تنفيذ خطة غزة.
• أمريكا لن تمول أي استثمارات في غزة، وجهات أخرى ستتولى ذلك.
• لا حاجة لنشر جنود أمريكيين في القطاع.
• التأكيد على الرغبة في تحقيق استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط.
• استمرار دراسة الوضع في غزة.
• الإعلان عن نية التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل.
الدور المصري والعربي في مواجهة الخطة
قادت مصر، بتوجيهات من رئيس الجمهورية، تحركات دبلوماسية مكثفة لمنع تنفيذ خطة التهجير التي استهدفت الفلسطينيين، حيث أجرى وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالات مع نظرائه في عدد من الدول العربية، شملت السعودية، الإمارات، الكويت، سلطنة عمان، البحرين، الأردن، العراق، الجزائر، تونس، موريتانيا، والسودان.
نتائج الاتصالات الدبلوماسية:
• التأكيد على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا أو إجبارهم على مغادرة أراضيهم.
• اعتبار أي خطوة من هذا النوع انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن الإقليمي.
• دعم حل سياسي دائم يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقًا لحدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
• التأكيد على أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والمضي قدمًا في جهود إعادة الإعمار.
• التوافق على استمرار التشاور والتنسيق بين الدول العربية خلال الفترة المقبلة.
تعليق على تصريحات ترامب
يُظهر تراجع ترامب عن الإسراع في تنفيذ خطة غزة حجم الضغوط التي واجهتها هذه الخطة من قبل الدول العربية، وخاصة مصر، التي لعبت دورًا رئيسيًا في إحباط محاولات تهجير الفلسطينيين. تصريحات ترامب تعكس أيضًا عدم وجود التزام أمريكي واضح بدعم مشاريع إعادة الإعمار، بل تفويض ذلك لجهات أخرى، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى جدية واشنطن في لعب دور إيجابي في تحقيق استقرار المنطقة.
كما أن الإشارة إلى التواصل مع بوتين وزيلينسكي توحي بأن إدارة ترامب تضع ملف غزة ضمن سياق أوسع من التوازنات الدولية، وربما تستخدمه كورقة ضغط في ملفات أخرى. لكن الأهم هو أن الإجماع العربي الرافض للخطة أظهر قدرته على التأثير في الموقف الأمريكي، ما قد يفتح المجال لمزيد من التحركات الدبلوماسية لحماية الحقوق الفلسطينية في الفترة المقبلة.