في مثل هذا اليوم، الثاني عشر من فبراير عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسين، توفي الرائد المسرحي الكبير جورج أبيض، أحد أبرز أعلام الفن المسرحي في مصر والعالم العربي.
وُلد جورج إلياس أبيض في لبنان في الخامس من مايو عام ألف وثمانمائة وثمانين، وهاجر إلى مصر وهو في الثامنة عشرة من عمره، يحمل دبلوما في التلغراف ويعاني من ضيق الحال. عمل في سكك حديد الإسكندرية إلى أن شاهده الخديو عباس حلمي الثاني عام ألف وتسعمائة وأربعة في مسرحية «برج نيل»، فأُعجب بموهبته وأرسله إلى باريس لدراسة فنون المسرح.
عاد أبيض إلى مصر عام ألف وتسعمائة وعشرة مصحوبًا بفرقة مسرحية فرنسية تحمل اسمه، وبدأ بعرض مسرحيات باللغة الفرنسية قبل أن يقدم المسرحيات المترجمة والمؤلفة بالعربية، مقدمًا ما يزيد على مائة وثلاثين مسرحية. كان من رواد السينما أيضًا، حيث قدم أول فيلم غنائي مصري وهو أنشودة الفؤاد عام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين.
في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين، أصبح أول نقيب لنقابة الممثلين في مصر، واستمر في عطائه الفني والتعليمي بتدريس فن المسرح في معهد الفنون المسرحية حتى وفاته.
من أبرز أعماله المسرحية: أوديب الملك، عطيل، تاجر البندقية، ترويض النمرة، عدو الشعب، شارل السادس، صلاح الدين وملكة أورشليم، والحاكم بأمر الله.
رحل جورج أبيض تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا، ساهم في تأسيس المسرح الحديث بمصر وأثرى الحياة الثقافية لعقود طويلة.