في مثل هذا اليوم، نستذكر بفخر وإكبار وفاة الشيخ جاد الحق على جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، الذي وافته المنية في 16 مارس 1996. كان للشيخ جاد الحق مسيرة حافلة بالعطاء الديني والقضائي، إذ شغل مناصب رفيعة في خدمة الدين والدولة المصرية، ما ترك بصمة لا تُنسى في التاريخ الإسلامي المعاصر.
نشأته وتعليمه
وُلد الشيخ جاد الحق في الخامس من إبريل عام 1917 بقرية بطرة بمركز طلخا في محافظة الدقهلية. بدأ رحلته العلمية بحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في مسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى المعهد الأحمدي بطنطا حيث حصل على شهادة الابتدائية. ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ واصل تعليمه الثانوي في القاهرة بمعهدها الديني بالدراسة، ثم التحق بكلية الشريعة؛ حيث تخرج وحصل على درجة العالمية عام 1944، تلتها تخصصه في القضاء بعد عامين من الدراسة.
مسيرته القضائية والدعوية
بدأ الشيخ جاد الحق عمله في المحاكم الشرعية عام 1946، ومن ثم انضم إلى دار الإفتاء المصرية عام 1953 شغل فيها منصب أمين الفتوى، قبل أن يعود للمحاكم الشرعية كقاضٍ في العام التالي. لم يقتصر نشاطه على القضاء الشرعي فحسب، بل انتقل إلى المحاكم المدنية عام 1956، واستمر في التدرج في المناصب القضائية حتى أصبح مستشارًا بمحاكم الاستئناف عام 1976. وفي خطوة بارزة من مسيرته، تم تعيينه مفتيًا للديار المصرية في أغسطس 1978، ثم تولى وزارة الأوقاف في يناير 1982 لعدة أشهر قبل أن يُنتخب شيخًا للأزهر في 17 مارس 1982.
إنجازاته وإسهاماته الفكرية
لم يكن الشيخ جاد الحق مجرد شخصية قضائية ودعوية، بل كان أيضًا مثقفًا متميزًا. فقد ألّف عدداً من الكتب والمؤلفات القيمة منها «الفقه الإسلامي مرونته وتطوره»، إلى جانب بحوث في الفتاوى الإسلامية حول القضايا المعاصرة ورسالة في الاجتهاد وشروطه. وتُعد إسهاماته الفكرية مرجعية للعديد من الدارسين والمهتمين بالشريعة والفقه الإسلامي.
التكريمات والجوائز
لم تخل مسيرة الشيخ جاد الحق من التكريمات التي تعكس مكانته العلمية والدينية؛ فقد حصل على وشاح النيل من مصر عام 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر، بالإضافة إلى وسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة من المغرب. كما نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1995، مما يبرز إسهاماته الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين على الصعيدين المحلي والعالمي.
خاتمة
تظل ذكراه خالدة في قلوب من عرفوه وتعلموا منه، وتُعد سيرته نموذجًا يحتذى في التواضع والعطاء لخدمة الدين والعلم. نستذكر اليوم الشيخ جاد الحق على جاد الحق بإجلال وإكبار، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
في مثل هذا اليوم، نستلهم من حياته الدروس والعبر، وندعو الأجيال القادمة إلى مواصلة مسيرة العلم والإيمان التي جسدها في حياته الخالدة.