في مثل هذا اليوم التاسع من يناير عام 1999 رحل عن عالالإذاعي الكبير محمد محمود شعبان بابا شارو عن عمر ناهزالـ86 عاماً
وهو من مواليد 25 سبتمبر عام 1912 وحصل على ليسانس دراسات اللغات القديمة عام 1939 من جامعة القاهرة والتحق بالعمل في الإذاعة ابتداء من يناير 1940 .
ارتبط صوت “بابا شارو” على مدى أكثر من 20 عاما ببرنامج الأطفال( حديث الأطفال ) الذي بدأ أولى حلقاته في عام 1940 واستمر حتى عام 1960 كما قدم مجموعة من البرامج منها برامج( عيد ميلاد ابو الفصاد وكنوز الملك سليمان ومدائن مصر ى كل عصر )
ولعل ما يميز بداية عمل الأستاذ محمد محمود شعبان في الإذاعة أيضاً هو انه جاء بترشيح من عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي كان أستاذاً له في قسم الدراسات واللغات اليونانيه اللاتينيه عام 1939 …
بابا شارو هو أول من أدخل الأوبريتات والصور الغنائية في الإذاعة ومن بينها عذراء الربيع والراعي الاسمر والدندرمة كما انه من رواد العمل الإذاعي الأوائل الذين وضعوا الأسس الأولى للدراما الإذاعية بوجه عام والدراما الغنائية بوجه خاص .
وقام بابا شارو بتجربة فريدة باللجوء إلى كنوز التراث الأدبي القديم حيث قدم عملا دراميا بعنوان الاغاني للأصفهاني استمر 5 سنوات
وفي عام 1971 صدر قرار بتوليه رئاسة الإذاعة المصرية واستمر رئيساً لها إلى عام 1976 كما تم تعيينه أيضاً رئيساً للتلفزيون لمدة 6 شهور بداية من مايو 71 باعتباره أول مصري يدرس التلفزيون في الولايات المتحدة وبعد وصوله إلى سن الإحالة إلى التقاعد تم تعيينه لمدة عامين مستشاراً لوزير الإعلام.
واتجه بابا شارو إلى التدريس بإحدى الجامعات العربية ليشارك بعلمه وخبرته في تربية أجيالا إذاعية عربية على مستوى عال.
وقد حصل بابا شارو على وسام الاستحقاق عام 1954 ووسام الجمهورية عام 1976 وشهادة الجدارة من أكاديمية الفنون اعترافاً بالعطاء الفذ الذي قدمه للحياة الثقافية في مجال الإذاعة، وجائزة العطاء الذهبية لأطفال مصر من المركز العربي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وشهادة تقدير من الإذاعة المصرية بمناسبة احتفالها باليوبيل الذهبي عام 84 باعتباره من روادها الأوائل.
في عام 1985 كرمه المجلس القومي لثقافة الطفل كما كرمته وزارة الإعلام باختياره رئيساً للدورة الثانية لمهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون وباختياره رئيساً شرفياً لدورة أخرى في عام 1998