نقلت وكالات الأنباء عن خمسة دبلوماسيين إقليميين إن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ أطلقت على العاصمة الإريترية أسمرة، من إثيوبيا، مساء اليوم السبت 14 نوفمبر.
وتعد هذه الخطوة تصعيدًا كبيرًا للصراع الذي بدأ قبل 11 يوما بين القوات الاتحادية الإثيوبية والقوات المحلية في منطقة تيجراي الشمالية.وقال ثلاثة دبلوماسيين إن ما لا يقل عن صاروخين أصابا مطار أسمرة، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.ومع تعطل معظم الاتصالات في تيجراي وإريتريا لم يتم التأكد من الضربات بشكل مستقل. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين من الجانبين.
وكانت وكالة “فرانس برس” أفادت يوم السبت، بأن قادة إقليم تيجراي في إثيوبيا هددوا بمهاجمة إريتريا.جاء ذلك بعد توجيه الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي اتهامات لإريتريا بالمشاركة مع الجيش الإثيوبي في العملية العسكرية الجارية في الإقليم.لكن المدير العام لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، اللواء محمد تيسيما قال: “إن ادعاءات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بأن الجيش الإريتري يشارك في العملية العسكرية الجارية التي تقوم بها قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في ولاية تيجراي لا أساس لها من الصحة”.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد أمر قبل نحو 11 يوما، بتوجيه ضربات جوية وإرسال القوات إلى تيجراي، بعد أن اتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بشن هجوم على قاعدة عسكرية، ومعه بدأت سلسلة جديدة من الصراع في المنطقة التي يقول سكانها إن حكومة آبي تقمعهم وتمارس التمييز ضدهم.
وفي وقت سابق اليوم تبنت “جبهة تحرير شعب تيجراي” التي تحكم إقليم تيجراي الإثيوبي السبت عملية إطلاق صواريخ على مطارين قريبين من المنطقة وهددت بمهاجمة إريتريا المجاورة، في إطار نزاع تزداد حدته مع الحكومة المركزية.
وقال العضو البارز في الجبهة غيتاتشيو ريدا “ألحقنا مساء الأمس (الجمعة) أضرارا كبيرة بالمكونات العسكرية لمطاري قوندر وبحر دار”، في إشارة إلى مطارين في منطقة قريبة ضمن إثيوبيا.
وأضاف “سنشن هجمات صاروخية لإحباط أي تحرّكات عسكرية في مصوع وأسمرة” في إشارة إلى المدينتين الرئيسيتين في إريتريا.
وكانت أنباء سابقة قد أفادت وقوع هجوم صاروخي على مدينتين في منطقة أمهرة الإثيوبية المجاورة لتيجراي، وسقطت الصواريخ في محيط مطاري مدينتي بحر دار، عاصمة أمهرة الواقعة على مسافة 200 كيلومتر من حدود تيجراي، وقوندر التي تبعد 100 كيلومتر إلى الشمال، وفق خلية الأزمة في الحكومة.
وأفاد طبيب من قوندر وكالة فرانس برس عن مقتل شخصين وجرح 15 آخرين، جميعهم جنود، فيما لم ترد أي حصيلة على الفور من بحر دار.
وكتبت خلية الأزمة الحكومية في تغريدة “أطلقت صواريخ باتجاه مدينتي بحر دار وقوندر ما أدى إلى إصابة المطار فيهما بأضرار”. ولم يشر المصدر إلى وقوع إصابات بشرية.
وأضافت “أن جبهة تحرير شعب تيجراي تستخدم آخر الذخائر في ترسانتها”، في إشارة إلى الجبهة التي تدير المنطقة التي باشر رئيس الوزراء الاثيوبي احمد أبيي في الرابع من نوفمبر عملية عسكرية ضدها.
وقال رئيس إقليم تيجراي دبرتسيون غبر ميكائيل، السبت، لوكالة فرانس برس أن حزبه جبهة تحرير شعب تيجراي الذي يدير المنطقة يعتبر أن “أي مطار يستخدم لمهاجمة تيجراي سيكون هدفا مشروعا”.
ويخدم مطارا بحر دار وقوندر الطائرات المدنية والعسكرية. ونفذت القوات الجوية الإثيوبية عدة غارات في تيجراي وأكدت الجبهة أن الغارات أسفرت عن مقتل مدنيين، دون أن يكون بالإمكان التحقق من ذلك.
ويسود استياء كبير خاصة في صفوف عرقيتي أورومو وأمهرة — الأكبر في البلاد — تجاه “جبهة تحرير شعب تيجراي” التي كانت تتمتع بسلطة واسعة طوال نحو ثلاثة عقود سيطرت خلالها على المؤسسات السياسية والأمنية في إثيوبيا.
وبعدما همّشها تدريجيا أبيي أحمد المنتمي إلى عرقية أورومو منذ أصبح رئيسا للوزراء عام 2018 إثر احتجاجات شعبية، بدأت “جبهة تحرير شعب تيجراي” منذ أشهر بتحدي الحكومة المركزية. ومن بين أبرز مظاهر التحدي كان تنظيم انتخابات في منطقة تيجراي اعتبرتها أديس أبابا “غير شرعية”.