في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في أوروبا، تسعى شركات الدفاع الألمانية إلى تعزيز قدراتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على المعدات العسكرية. شركة “راينميتال” (Rheinmetall)، إحدى أبرز الشركات في هذا المجال، أعلنت عن خطط لتحويل بعض مصانعها المخصصة لإنتاج مكونات السيارات إلى مصانع لإنتاج المعدات الدفاعية. على سبيل المثال، يدرس الرئيس التنفيذي للشركة، أرمين بابرغر، إمكانية تحويل مصنع “فولكسفاغن” في أوسنابروك إلى منشأة لإنتاج المعدات العسكرية، مشيرًا إلى أن المصنع سيكون “مناسبًا جدًا” لهذا الغرض. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت “راينميتال” عن خطط لتحويل مصنعيها في برلين ونويس لإنتاج مكونات دفاعية، بما في ذلك مكونات الحماية والمكونات الميكانيكية للاستخدام العسكري. يأتي هذا التحول استجابة لزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا نتيجة للتوترات المستمرة، مثل الصراع في أوكرانيا. في سياق متصل، وضعت “راينميتال” حجر الأساس لمصنع جديد في منطقة لومبرغرهايده بولاية ساكسونيا السفلى، باستثمار يصل إلى 300 مليون يورو. من المتوقع أن يبدأ المصنع إنتاجه في عام 2025، مع خطط لإنتاج 50 ألف قذيفة مدفعية في العام الأول، وزيادة الإنتاج إلى 200 ألف قذيفة في السنوات اللاحقة. تأتي هذه التحركات في إطار استراتيجية ألمانيا الجديدة للأمن القومي، التي تهدف إلى تعزيز قدرات شركات صناعة السلاح وتسهيل التعاون الأوروبي في هذا المجال. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز قدرة أوروبا على حماية نفسها في ظل التحديات الأمنية المتزايدة. تُظهر هذه التطورات التزام ألمانيا بتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تحويل بعض منشآت إنتاج السيارات إلى مصانع للمعدات العسكرية، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على المعدات الدفاعية في أوروبا.