تحتفل مصر اليوم بعيد الأم والذي يوافق يوم 21 مارس من كل عام، تكريماً وتقديراً لدور الأم مع أبنائها في مختلف المجالات، وتأثيرهن على المجتمع.
وجاءت فكرة عيد الأم بناء على رغبة المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم.
انتشرت بعد ذلك فكرة عيد الأم في مختلف البلاد حول العالم، في أيام مختلفة، وغالباً يتم الاحتفال به حول العالم خلال أشهر مارس وأبريل ومايو.
على سبيل المثال يحتفل العالم العربي بعيد الأم في 21 ماس من كل عام، والذي يوافق أول أيام فصل الربيع، أما في النرويج فيحتفل به في 2 فبراير؛ وفي الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام.
وتعد سيدة أمريكية تدعى “آنا جارفيس” والتي ولدت في عام 1864،مبتكرة عيد الأم ، وكانت أمها دائماً تردد عبارة تفيد بأن سوف يأتي وقت، ينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم” وكانت رغبة والدة آنا وتترجم أمنيتها في أنه إذا قامت كل أسرة من الأسر المتحاربة في ذلك الوقت، مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهى النزاع والكره الذي يملأ القلوب، وعندما توفيت والدة “آنا” أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذي ينادي بفكرة الاحتفال بعيد الأم.
وأنشأت آنا عام 1912 الجمعية الدولية ليوم الأم. وأكدت على أن مصطلح “mother’s” يجب أن يكون مفرداً وفي صيغة الملكية -في اللغة الإنجليزية- وليس جمع في صيغة الملكية، لجميع العائلات تكريماً لأمهاتهم ولكافة الأمهات في العالم. واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة. كما استخدمه الكونجرس الأمريكي في سنّ القانون. كما أشار له رؤساء آخرون في إعلاناتهم مركزين على عيد الأم.
وكان أول احتفال بعيد الأم عام 1908، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا. وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من نجاحها عام 1914 إلا أنها كانت محبطة عام 1920، لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من اجل التجارة.
واعتمدت المدن عيد جارفيرس و أصبح الآن يحتفل به في جميع العالم. وفي هذا التقليد يقوم كل فرد بتقديم هديه أو بطاقة أو ذكرى للأمهات و الجدات.
واستمدت معظم المدن عيد الأم من الأعياد التي ظهرت في الولايات المتحدة. كما اعتمدته المدن والثقافات الأخرى وعيد الأم له معانٍ عديدة مرتبط بأحداث مختلفة سواء كانت تاريخية أو دينية أو أسطورية و يحتفل به في تواريخ متعدد.
وهناك حالات أخرى، فبعض الدول سابقًا كان لديها يوم تحتفل به لتكريم الأمومة. وبعد ذلك اعتمدت العديد من الأمور الخارجية التي تحدث في الأعياد الإمريكية مثل :إعطاء الأم أزهار القرنفل أو الهدايا.
أما في مصر، فكان أول من فكر في عيد للأم في العالم العربي هو الصحفي المصري الراحل علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين ، حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي ‘فكرة’ طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه “يوم الأم” ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق.
ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.