يُحيي العالم في التاسع والعشرين من نوفمبر كل عام اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو يوم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 للتذكير بمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي ودعم حقوقهم المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة.
يأتي هذا اليوم في ظل معاناة متجددة يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث تشهد غزة حاليًا حربًا مدمرة شنتها إسرائيل، مخلفةً دمارًا هائلًا وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. منذ السابع من أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل أكثر من أربعة وأربعين ألف فلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف النساء والأطفال. يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع تحت حصار خانق منذ أكثر من 17 عامًا، ما جعل الظروف الإنسانية كارثية. وتفاقم الوضع مع التصعيد العسكري الأخير، حيث تعرضت البنية التحتية للتدمير، وتزايدت أعداد النازحين الذين فقدوا منازلهم، بينما تواجه المستشفيات والمراكز الصحية نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية.
تتزامن هذه الحرب مع استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وتهجير العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس وغيرها من المدن. كما تتزايد الاعتداءات على الأماكن المقدسة، مما يعمق معاناة الفلسطينيين ويقوض فرص تحقيق السلام.
في هذا اليوم، يجدد المجتمع الدولي تأكيده على أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم الحقوق الفلسطينية. ورغم القرارات الدولية التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، لا تزال هذه الحقوق بعيدة المنال بسبب استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية والصمت الدولي.
إن التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذا اليوم لا يعني فقط التعاطف، بل يتطلب اتخاذ مواقف عملية لدعم حقوقهم ورفع معاناتهم، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمثل اختبارًا للضمير الإنساني.