قصب السكر وإنتاج الكحول الإثيلي
ظهر الاهتمام بفكرة المطهرات الطبية عبر التاريخ من خلال قصة الطبيب جوزيف ليستر عام 1860م حين قام باستخدام حامض الكاربونيك الذي قام برشه علي يديه وعلي سطح الغرفة، كي يقضي علي البكتيريا التي كانت تتسبب في تسمم الدم للمرضي لتظهر من حينها فكرة المطهرات وأهميتها ، حتي عالمنا المعاصر الذي اخترع الكثير من أدوات المطهرات منها الكحول الإيثلي إحدي منتجات قصب السكر بصعيد مصر والتي تدخل في الطب.
في عالمنا المعاصر يتم استخدام الكحول الإيثيلي إحدي منتجات قصب السكر في تعقيم الأدوات الجراحية، الأيدي، الأسطح والأرضيات لمنع انتشار الفيروسات والبكتيريا إلى جانب تطهير الجروح لمنع انتقال العدوى إليها.، كما أنه زاد شيوعاً وانتشاراً في عالمنا بسبب أهميته العلمية والطبية لعدم تفشي فيروس كورنا.
وقال الدكتور علي مصيلحي، وزير التموين، في تصريحات إعلامية إن مصر من أكبر منتجي الكحول في الشرق الأوسط بفضل صناعة قصب السكر ، مؤكداً أن الوزارة تسعي لتقنين توزيع المطهرات بأولويات واحتياجات المؤسسات ثم المواطنين، وتوزيع إنتاج كحول الإيثيلين لصالح الجهات الصحية”.
وانتشرت زراعة قصب السكر في صعيد مصر منذ العصر الأموي في عهد ولاية قرة ابن شريك لكنه حاز شهرته كبيرة في العالم أجمع، مثلما يؤكد العالم الإيطالي فيجري بك في كتابه حسن البراعة في فن الزراعة، عام 1829م، حيث تجول فيجري بك في الصعيد ورصد زراعة قصب السكر وكافة الزراعات الآخري في عهد محمد علي باشا.
في القرن التاسع عشر، كان يتم استخراج القصب بطريقة بدائية وكان يتم الاستفادة منه في انتاج السكر والعسل الأسود فقط ،ويضيف فيجري بك ” تروق العصارة في هذه الحلة باستعمال مقدار مناسب من لبن الجير الذي يتحد بجميع الحوامض النباتية والاملاح الحمضية.
وكذلك تجمد المادة الزلالية فتأخذ معها جميع الأملاح الجيرية التي تكونت وتطفو علي سطح العصارة علي هيئة رغوة وتؤخذ بواسطة مغرفة ذات ثقوب، ومتي انقطع تكون الرغوة تركزت في العصارة قليلا ،وينقل الشراب بواسطة المغارف في حلة أخري جانبية فيطبخ الشراب فيها بالدرجة اللازمة ثم يصب بواسطة المغارف في قوالب من فخار.
وكان يوضع في صفين في دهليز متجدد الهواء، ويكون أسفل القوالب قناة تستقبل العسل المقطر، وبعد يومين تنزع أقماع السكر من القوالب المذكورة، ثم توضع في تنور صناعي يسخن بواسطة الحرارة التي تنتشر في أعواد القصب المتخمر وتخمر هذه الأعواد ويتحصل منها درجة حرارة مرتفعة.
كان ليستر الجراح الذي اكتشف أهمية المطهرات بعد زيارة فيجري بك للصعيد ،متأثراً باكتشاف نظرية العالم باستور الذي أكد أن الخمور تفسد نمو البكتريا حيث رأي تشابهاً كبيرا بين عفونة الخمور وعدوي الدم ، لذا قام بغسل يديه وأدواته الطبية بحامض الكاربونيك فرأي أن الجروح تبرأ بسرعة لذا أصبحت النظافة والتطهير من أوليات علم الجراحة والقضاء علي الأوبئة.
لكن كيف يتم انتاج الكحول الإيثلي في مصانع قصب السكر بالصعيد يؤكد إبراهيم المصري باحث تاريخي لــ”بوابة الأهرام “إنه بالنسبة لإنتاج الكحول النقى أو الايسيلى أو الأيثانول يتم إنتاج من مولاس قصب السكر المصنع بالعملات التحويلية من عصير القصب بمصانع الوجه القبلى، ويتم استخراج الكحول من خلال عدة عمليات تحويليلة لمولاس القصب، بالإضافة استخدام البكتيريا فى عملية استخلاص الكحول من الموبايل الخام بوحدات التخمير، والتقطير بمصانع التقطير بمصانع التقطير بشركة السكر سواء بمصانع الوجه القبلى، أو مصانع التقطير بالحوامدية.
وأكد أنه يتم تخزين المولاس الطازج خلال مرحلة التخمير أثناء معالجة السكر، يحيث ُخزّن بكميات كبيرة في خزانات هائلة الحجم، ثم يُخفّف المولاس المُخزَّن بالماء لتكون نسبة تركيز السكر لتدعم نمو الخميرة حتي يتم انتاج الكحول الإيثلي، مؤكداً أن الخبراء في صناعة قصب السكر يفرقون بين الكحول الإيثلي الذي يستخدم كمطهر قوي في الطب، والكحول المثيلي الخطر في استخدامه.
وأوضح أن من خلال قصب السكر تقوم عدة صناعات آخري من بينها الأخشاب، مؤكداً أنه يسمح بالاستخدام الآدمي للكحول الإيثيلي سواء عن طريق شربه أو من خلال وضعه علي الجلد لتطهيره والقضاء على الفطريات والبكتيريا، وهذا ماجعله من أهم المطهرات الطبية في العالم في عالمنا المعاصر.
المصدر: بوابة الأهرام