بقلم: عبد الرحمن محمد عثمان
مركز آفاق عالمية للدراسات السياسية والإقتصادية والعلمية
أدرجت مجلة تايم الأمريكية رائد الأعمال الصيني ليانغ وينفنغ، مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة DeepSeek، ضمن قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم لعام 2025. جاء هذا التكريم تقديرًا للدور البارز الذي لعبه في زعزعة هيمنة التكنولوجيا الأمريكية على المستوى العالمي.
وذكرت المجلة في إشادتها: “استغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك وادي السيليكون ما الذي حققه ليانغ وينفنغ بالضبط. لكن الأسواق سرعان ما اضطربت، وبدأ التساؤل علنًا عن هيمنة التكنولوجيا الأمريكية، فيما أصبح ليانغ اسمًا عالميًا يتردد في كل مكان.”
من الريف الصيني إلى قمة الذكاء الاصطناعي
ولد ليانغ في عام 1985 في قرية ميليلينغ بمقاطعة قوانغدونغ، ونشأ في كنف والدين يعملان كمعلمين في مدرسة ابتدائية. أظهر نبوغًا مبكرًا في الرياضيات، مما أهّله للالتحاق بجامعة تشجيانغ، حيث حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الإلكترونية، مع تركيز على الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي.
في عام 2015، شارك في تأسيس صندوق التحوط الكمي High-Flyer، الذي اعتمد على الذكاء الاصطناعي في استراتيجياته الاستثمارية. بحلول عام 2023، أسس شركة DeepSeek، التي تمكنت من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متقدم بتكلفة لا تتجاوز ستة ملايين دولار، وهو مبلغ زهيد مقارنة بتكاليف تطوير نماذج مماثلة في الغرب.
تحدي الهيمنة الغربية
تتميز DeepSeek بنهجها المختلف عن الشركات الغربية، حيث تعتمد على نماذج مفتوحة المصدر وتقدم خدماتها بأسعار معقولة، مما جعلها محط أنظار المستثمرين والحكومات على حد سواء. وقد دعا ليانغ إلى ضرورة انتقال الصين من دور المستفيد إلى دور المساهم في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الابتكار يجب أن يكون مدفوعًا بالفضول والرغبة في الإبداع، وليس فقط بالأهداف التجارية.
ختامًا
يُعد ليانغ وينفنغ مثالًا حيًا على التحول الذي يشهده المشهد التكنولوجي العالمي، حيث باتت الصين تنافس بقوة في مجالات كانت حكرًا على الغرب. ومع استمرار DeepSeek في تحقيق النجاحات، يبدو أن مستقبل الذكاء الاصطناعي سيكون متعدد الأقطاب، مع مساهمات بارزة من الشرق.