في مثل هذا اليوم، ٢٤ سبتمبر ١٨٤٥، وقعت واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ أيرلندا.
بدأت هذه الكارثة بمجاعة في محصول البطاطس، وهو المحصول الذي كان يعتمد عليه الفقراء وزراع الأراضي في أيرلندا كوجبة رئيسية للطعام.,
في بداية صيف عام 1845، كانت الأحوال الجوية في أيرلندا جيدة ومشمسة، وكانت المحاصيل تنمو بشكل جيد، ولكن فجأة، تغيرت الأحوال الجوية. صار الجو غائمًا وباردًا ورطبًا، وحملت هذه الموجة الباردة معها الدمار الشامل لمحاصيل البطاطس. تسببت هذه الكارثة في الموت والبؤس لشعب أيرلندا., تطورت الكارثة بسرعة، حيث انتشر مرض لفحة البطاطس، وهو مرض وبائي يصيب المحصول ويجعله غير صالح للأكل.
بدأ الفلاحون في حفر الأرض بحثًا عن حبة بطاطس سليمة، وكانوا يجدونها متعفنة في كثير من الأحيان. كان عليهم قطع الجزء المتعفن وتناول الجزء السليم فقط، و
سرعان ما انتشرت الأمراض والأوبئة. وقد توفي ما يقرب من مليون شخص بسبب هذه الكارثة المأساوية.,
تأثرت الحياة في أيرلندا بشكل كبير جراء هذه المجاعة. هاجر الكثير من السكان هربًا من المجاعة، حيث رحل نحو مليون ونصف المليون شخص إلى أمريكا وكندا وبريطانيا بحثًا عن حياة أفضل. في ذلك الوقت، كان تعداد سكان أيرلندا يبلغ حوالي ثمانية ملايين نسمة، وكانت السفن تزدحم بالركاب بصورة غير مسبوقة.,
تعتبر هذه المجاعة في أيرلندا من أكثر الأحداث المأساوية في تاريخ البلاد. فقد أودت بحياة ملايين الأشخاص، وتركت آثارًا عميقة على الشعب الأيرلندي وثقافته. وتعد هذه الكارثة تذكيرًا بأهمية التنوع الزراعي وضرورة توفير بدائل غذائية متنوعة لتجنب الاعتماد الكلي على محصول واحد، حتى لا يتعرض الناس للمجاعاعات الفادحة عند حدوث كوارث طبيعية أخرى.