في مثل هذا اليوم الرابع عشر من أغسطس عام 1874 ولد الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل في إحدى قرى محافظة الغربية. وكان أبوه “علي محمد” من ضباط الجيش المصري وزرع في إبنه الابن النابه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه في دراسته بالمدرسة الخديوية أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وحصل على البكالوريا وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم التحق مصطفى كامل بمدرسة الحقوق الفرنسية، ليكمل بقية سنوات دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوقخلال عامين دراسيين فقط ، والف في تلك الفترة مسرحية “فتح الأندلس” التي تعتبر أول مسرحية مصرية.
كان مصطفى كامل وطنياً مخلصاً لبلاده وأوقف حياته كلها للدفاع عن القضية المصرية ومطالبة الإنجليز بالجلاء عن مصر واستقلالها .
وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه.
في عام 1898 ظهر أول كتاب سياسي له بعنوان “كتاب المسألة الشرقية”، وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية.
في عام 1900 أنشأ مصطفى كامل الحزب الوطني وجريدة اللواء اليومية في مصر بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية .
سافر مصطفى كامل إلى أوروبا عدة مرات وخطب مندداً بمساوىء الاستعمار وخاصة بعد حادث دنشواي عام 1906 استطاع أن يكتسب تعاطف كثيرا من رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسامع القضية المصرية ، ومن أبرزهم جولييت آدم ونجحت حملته في عزل المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر.
كما ساهم في إشعال روح الكفاح الوطني، فإلتفت حوله كافة طوائف الشعب .
ولم يقتصر نشاط مصطفى كامل على النواحي السياسية فحسب بل امتد ليشمل كافة النواحي مثل إنشاء جامعة أهلية لنشر العلم بين أبناء الشعب وفتح آفاق التقدم أمامهم والمطالبة بإلغاء الامتيازات الأجنبية وإنشاء الصحف والمجلات.
تخطت شهرته حدود عمره الذي لم يتجاوز 34 عاما، كما ذاع صيته في مصر والعالم وأثَّرت كتاباته ومبادئه في وجدان الملايين سواء الذين عاصروه أو من جاؤوا بعده، فأصبح مصطفى كامل رمزا للزعامة الوطنية المصرية رغم وفاته شابا.
ففي العاشر من فبراير عام 1908 توفى الزعيم الوطني مصطفى كامل عن عمر ناهز الرابعة والثلاثين عاماً .
من أقواله المأثورة«
لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً»
«أحراراً في أوطاننا، كرماءً مع ضيوفنا»
«الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية»
«لا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس»
« أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة»
«إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء»
«إن من يتهاون في حق من حقوق دينه وأمته ولو مرة واحدة يعش أبد الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان»«
إن مصر للمصريين أجمع وعلى حامل اللواء أن يجدّ ويجتهد حتى ينصهر داخل العمل الوطني فلا تستطيع أن تقول إلا أنه جزء من الشعلة»
“بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي” وهي المقولة التي اقتبسها “يونس القاضي و الموسيقار سيد درويش من أقوال الزعيم مصطفى كامل واستخدمها في صياغة النشيد الوطني المصري الحالي “بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي”، وهو النشيد الذى أطلقه فى خضم الثورة، وكثيرا ما تغنى به المصريون فى مناسباتهم الوطنية.