صرح وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، اليوم الخميس 4 مايو، بأن بلاده تحتفظ بقوات على الحدود مع مولدوفا، لأنها ترى أنه من الضروري الاستعداد لاحتواء المخاطر المحتملة من جانب بريدنيستروفيه.
وأضاف الوزير الأوكراني، في حديث تلفزيوني، أن بريدنيستروفيه تشكل خطراً يجبرهم على إرسال قوات إلى هذا الجزء من الحدود لاحتواء والسيطرة على الوضع، لكنه أكد أنها مسألة سيادة وسلامة لأراضي مولدوفا.
وأشار كوليبا إلى أن أوكرانيا مستعدة لقبول أي مسار يختاره مولدوفا لإعادة دمج بريدنيستروفيه، مؤكداً أن هذه المسألة تشكل مشكلة عسكرية بالنسبة لهم، ولكن لدى مولدوفا الحق في تحديد كيفية حل هذه المشكلة.
ويشار إلى أن بريدنيستروفيه، التي يشكل الروس والأوكرانيون 60٪ من سكانها، سعت للاستقلال عن مولدوفا في السنوات الأخيرة
ومشكلة بريدنيستروفيه هي صراع على السيطرة على إقليم بريدنيستروفيه، الذي يقع في شمال شرق مولدوفا ويحدها من الشمال والشرق أوكرانيا. ويعود تاريخ هذه المشكلة إلى الفترة السوفيتية، عندما تم الإعلان عن إنشاء جمهورية سوفيتية اشتراكية مستقلة في بريدنيستروفيه في عام 1924، والتي كانت جزءًا من جمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفيتية.
ومنذ ذلك الحين، طالبت الأقلية الروسية في المنطقة بالحفاظ على اللغة الروسية والثقافة والهوية الوطنية، واعترضت على سياسات الحكومة المولدوفية التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية المولدوفية واللغة الرومانية. وقد أدى هذا الصراع إلى تصاعد التوترات في الفترة التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وأعلنت بريدنيستروفيه استقلالها عن مولدوفا في عام 1992.
وفي الفترة التالية، شهدت المنطقة صراعات عنيفة بين القوات الحكومية المولدوفية والقوات الانفصالية الروسية المدعومة من روسيا، وتسببت هذه الصراعات في وفاة العديد من المدنيين ونزوح الآلاف من السكان. ورغم توقيع اتفاقات لوقف إطلاق النار ومحاولات التسوية السياسية، إلا أن المشكلة لا تزال عالقة حتى اليوم، وتستمر الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة.