عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قمة ثلاثية، الأحد، ضمت كلا من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في مدينة شرم الشيخ.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، الأحد، إن قمة شرم الشيخ تناولت مسارات التعاون الثنائي البناء بين الدول الثلاث والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه المنطقة.
وبالتزامن مع القمة المصرية الأردنية البحرينية الأحد، يبدأ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، جولة إقليمية مصغرة الإثنين، يستهلها بزيارة لمصر مرورا بالمملكة الأردنية، ثم تركيا.
بلورة رؤية عربية مشتركة
وفي قراءته لتداعيات وأهمية جولة ولي العهد السعودي، وما سبقها من قمة ثلاثية بشرم الشيخ، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن القمم التي تعقد على مستوى القادة العرب، تسعى إلى بلورة رؤية عربية مشتركة إزاء عدد من القضايا التي ستطرح في قمة جدة المرتقبة منتصف الشهر المقبل، بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويشارك في قمة جدة، قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل الأردني، والرئيس المصري، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وأوضح هريدي في حديث خاص لـسكاي نيوز عربية، إنه من الأهمية وجود أجندة عربية متفق عليها حول القضايا الملحة التي ستطرح على طاولة القمة، من بينها، التهديدات الإيرانية وكيفية التعامل معها، والهدنة في اليمن، وقضايا الأمن الغذائي للدول العربية وأسعار الطاقة، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
أفاق التعاون مع أمريكا
وأضاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أنه من القضايا الاخرى الهامة، آفاق التعاون المستقبلي بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والدول العربية حتى عام 2024، وجدية ايضا الإدارة الأمريكية في دفع استئناف عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطينية.
وأشار في هذا الصدد، إلى أنه إزاء ما تردده الإدارة الأميركية الحالية من شعارات حول الالتزام بحل الدولتين، فما هي الاجراءات التي ستتخذها تلك الإدارة من أجل تحريك القضية الفلسطينية.
هامة للغاية
وبدوره، وصف الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قمة شرم الشيخ اليوم، والمباحثات التي سيجريها بن سلمان في مصر والأردن، بـ”هامة للغاية”، قائلا في حديث خاص لـسكاي نيوز عربية إن تلك التحركات تكشف أهمية وجود تنسيق عربي – عربي قبل انعقاد قمة جدة المرتقبة منتصف الشهر المقبل.
وأكد الخبير السياسي المصري، أن “تلك التحركات ستكون لها تداعيات إيجابية على كافة أطراف المعادلة العربية، لدعم القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وأمن الخليج العربي، ومواجهة أيضا التحديات والمخاطر الإيرانية في هذا التوقيت، والعمل أيضا على إعادة ترتيب الأولويات والمهام الخاصة بالملف اليمني”.
وأضاف: “جملة التحركات المصرية العربية في هذا التوقيت تؤكد على ضرورة التنسيق المشترك العربي – العربي في اطار ما يجري من تهديدات اقليمية وتحديات ومخاطر وتهديد أمن الخليج”.
تنسيق المواقف والجهود
واتفق الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مع ما ذهب إليه سابقيه، وقال في حديث خاص لـ سكاي نيوز عربية: “إن الحراك العربي الحالي يصب في اتجاه تنسيق المواقف والجهود العربية قبل قمة جدة، ولمواجهة ايضا التحديات الاقليمية الحالية”.
وأبرز عبد الفتاح، إن: “القاهرة حريصة على تنسيق المواقف العربية حيال عدد من القضايا الرئيسية كالقضية الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية وأمن الغذاء والطاقة، ومحاربة الإرهاب، مع الحفاظ على استقلالية القرار العربي حيال مختلف الأزمات الدولية”.
ونبه في هذا الصدد إلى أن “القاهرة ستدعم أي تحرك عربي للتسوية السلمية للأزمات والنزاعات ووقف عمليات العسكرة وسباقات التسلح ووقف الأعمال العدوانية في المنقطة وحول العالم.
ويزور الرئيس الأميركي جدة في 15 و16 يوليو المقبل، حيث يبحث موضوعات ذات صلة بأزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا واليمن والملف النووي الإيراني والأمن السيبراني والأمن الغذائي.