
تحتفل محافظة اسيوط بعيدها القومي في الثامن عشر من ابريل وهو
اليوم الذي يمثل للمحافظة وابنائها شهادة التاريخ على الدور
الوطني الكبير الذي دابت تلك الرقعة من جنوب مصر على ان تلعبه من
اجل حرية الوطن واستقلال اراضيه. في مثل هذا اليوم من
عام1799 فاض الكيل بقادة الحملة الفرنسية من عناد ومقاومة
وبطولات اهل اسيوط فقام الجنرال دافو بحملة عسكرية شرسة لقمع هذه المقاومة والاستيلاء على معقلها في قرية بني عدي احدى قرى مركز منفلوط التي تقع على بعد حوالي ثلاثين كيلو مترا شمالي مدينة
اسيوط غير ان القوات الفرنسية فوجئت بمقاومة رهيبة من اهل القرية
امام مدافعهم واسلحتهم الحديثة فلم يجدوا بدا من حرق كامل للقرية التي قدمت نفسها قربانا للوطن وحريته, وفضل اهلها ان يموتوا حرقل على ان يسلموا قريتهم للعدو المغتصب ومع ذلك فقد استمر نضال هذه القرية مع باقي اهل المديرية ضد المحتل الفرنسي ومن بعده الاحتلال البريطاني عندما كان لاهل اسيوط دورهم الفعال في حركات الكفاح الشعبي التي سبقت وتلت ثوره1919 والتي كان اكثر ما يميزها هو ذلك التلاحم البديع بين المسلمين والاقباط بقيادة نخبة من محامي المديرية الشبان وفي مقدمتهم المحامي الشاب فكري اباظه. ومن اكثر ما تفخر به محافظة أسيوط هو تشرفها باقامة السيدة مريم العذراء التي اصطفاها ربها على نساء العالمين ومعها وليدها السيد المسيح عليْه السلام في بعض المناطق القريبة من مدينة اسيوط واهمها ما يعرف الان بدير درنكة ودير المحرق اللذين يزورهما الاف المواطنين من الاقباط والمسلمين في المناسبات الدينية المختلفة.
و على مدى التاريخ زخرت اسيوط بالعديد من الاعلام الذين كان لهم الكثير من الاسهامات التاريخية ليس فقط على المستوى الوطني بل
على المستوى القومي والعالمي ولعلة من الجدير بنا في مناسبة
العيد القومي للمحافظة ان نتذكر ونذكر الاجيال الحديثة بهؤلاء
الذين انجبتهم تلك الرقعة من جنوب البلاد وامدت الوطن والامة
بهم, فكان لهم دورهم الفعال في نهضتها وتقدمها ومن اهم هؤلاء:الإمام / جلال الدين السيوطي صاحب تفسير الجلالين ، والزعيم الوطني / عمر مكرم، الرئيس / جمال عبد الناصر.