إذا اخذنا في الاعتبار سقوط حزب الله الذي حدث خلال الشهور الماضية، وسقوط النظام السوري في تاريخ اليوم، فإن ذلك يمثل نقطة تحول كبرى في الشرق الأوسط، مع تداعيات عميقة على السياسة الإقليمية والأمن القومي لدول المنطقة. بناءً على هذا السياق، يمكن إعادة تحليل الخيارات المطروحة لتحديد الضربة الأمريكية أو الإسرائيلية القادمة.
الوضع الجديد في المنطقة:
1. إيران:
• أصبحت إيران أكثر عزلة جغرافياً واستراتيجياً بعد فقدانها أهم حلفائها الإقليميين (حزب الله وسوريا)، مما يعرض نفوذها الإقليمي للانهيار.
• ستعمل على تعزيز وكلائها الآخرين، مثل الحوثيين في اليمن، كتعويض عن خسارتها الكبرى.
2. التهديد الحوثي:
• مع انهيار النظام السوري وحزب الله، قد يزيد الحوثيون من تحركاتهم لاستهداف المصالح الدولية في البحر الأحمر كوسيلة لتعويض الضغط على إيران.
• يُعتبر الحوثيون الآن الذراع الأكثر نشاطاً لطهران في المنطقة.
3. إسرائيل وأمريكا:
• إسرائيل ستشعر بأن الفرصة مواتية لتوجيه ضربة مباشرة لإيران لتدمير بنيتها التحتية النووية، في ظل ضعف قدرتها على الرد.
• الولايات المتحدة قد تنظر في استهداف الحوثيين لتأمين الملاحة الدولية، بينما تدعم أي تحرك إسرائيلي ضد إيران.
التقييم الجديد للخيارات:
١. ضربة لإيران:
• الاحتمالية: مرتفعة جدًا.
• الأسباب:
• سقوط حزب الله وسوريا أضعف قدرة إيران على الرد عبر حلفائها التقليديين.
• تركيز الجهد الإسرائيلي والأمريكي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية أصبح أكثر قابلية للتنفيذ مع انخفاض مستوى المخاطر الإقليمية.
• الأهداف المحتملة:
• المنشآت النووية في نطنز وفوردو.
• البنية التحتية للصواريخ الباليستية.
• مواقع الحرس الثوري الحيوية.
٢. ضربة للحوثيين:
• الاحتمالية: متوسطة.
• الأسباب:
• الحوثيون سيحاولون ملء الفراغ الإقليمي الناتج عن سقوط حلفاء إيران.
• استهدافهم سيحقق مكاسب تكتيكية قصيرة المدى، لكنه لن يُنهي التهديد الإيراني بشكل جذري.
• الأهداف المحتملة:
• مخازن الأسلحة والصواريخ في صنعاء ومحيطها.
• البنية التحتية للقيادة والسيطرة التابعة للحوثيين.
الخيار الأكثر ترجيحاً:
• إسرائيل ستقود ضربة ضد إيران:
مع غياب حزب الله وسوريا كقواعد دعم، ستعمل إسرائيل على استغلال الفرصة لتوجيه ضربة حاسمة للمشروع النووي الإيراني.
• أمريكا قد تركز على الحوثيين:
لتخفيف الضغط الإقليمي ومنع إيران من استخدامهم كورقة ضغط في البحر الأحمر.
النتيجة المتوقعة:
• ضرب إيران الآن سيكون بمثابة ضربة استراتيجية تُحدث تغييراً دائماً في موازين القوى الإقليمية.
• التعامل مع الحوثيين سيكون خطوة داعمة، لكن الأولوية ستظل لإيران باعتبارها التهديد الأكبر طويل الأمد.
