في مثل هذا اليوم، 19 نوفمبر 1977، وقف الرئيس المصري محمد أنور السادات أمام العالم ليقدم خطوة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، بزيارته إلى القدس المحتلة.
حملت الزيارة رسالة شجاعة للسلام، حيث أكد السادات في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي أن “هناك فرصة لنعيش معًا في سلام”.
جاءت هذه الخطوة بعد سنوات من الحروب التي أنهكت الشعوب العربية والإسرائيلية على حد سواء، ورغبة في إنهاء الصراع بشكل دائم.
مثلت زيارة السادات بداية لمسار جديد انتهى باتفاقية كامب ديفيد عام 1978، والتي ترتبت عليها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.
لكن هذا السلام، رغم كونه أول اتفاقية من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية، لم يصبح نموذجًا شاملًا كما تصور السادات.
قتل إسرائيل لفرص السلام
بدلاً من البناء على هذه الخطوة التاريخية لتحقيق سلام دائم، اتبعت إسرائيل سياسات توسعية عدائية أجهضت أي آمال حقيقية لسلام شامل. تصاعد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وجرى تهميش حقوق الفلسطينيين الذين كانوا في قلب الصراع منذ بدايته. كما شنت إسرائيل حملات عسكرية متكررة على قطاع غزة، وزادت من القيود على حياة الفلسطينيين، ما أدى إلى تأجيج الكراهية بدلاً من التهدئة.
تستمر ذكرى زيارة السادات لتذكرنا بأن السلام ليس مجرد توقيع اتفاقيات، بل يتطلب إرادة سياسية وأفعالًا تعزز الثقة بين الأطراف.
كان السادات يأمل في أن تكون مبادرته بداية لإنهاء الصراع، لكن الواقع يشير إلى أن الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين قوضا هذه الفرصة، وأبقيا المنطقة أسيرة لدائرة العنف.
في هذا اليوم، نستذكر شجاعة السادات في اتخاذ القرار، ونتأمل في إرث مبادرته الذي يتناقض مع سياسات الاحتلال الحالية.
هل يبقى السلام حلمًا بعيد المنال، أم يمكن إحياء مساره؟ الإجابة تعتمد على مدى استعداد إسرائيل للتخلي عن سياسات الهيمنة، والعودة إلى طاولة المفاوضات بنية صادقة لتحقيق العدالة والسلام.