تتمتع مصر وعمان بعلاقة تاريخية قوية تمتد لأكثر من 3500 عام، ويواصل البلدان تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
وتأتي زيارة السلطان هيثم بن طارق لمصر، التي بدأها اليوم، في ضوء هذه العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، وستعزز العلاقات وتنقلها إلى مستويات أعلى في المستقبل. وتشمل الزيارة بحث عدد من القضايا الثنائية والدولية التي تهم البلدين، والتي يمكن أن تصبح نقطة تحول كبيرة في مسار العلاقات بينهما.
وقد سبق للرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة سلطنة عمان في 17 يونيو 2022 والتقى مع جلالة السلطان هيثم بن طارق . وخلال لقائهما الأخوي أعرب السلطان هيثم بن طارق عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العماني على كافة الأصعدة، فضلاً عن إسهام الجالية المصرية في عملية البناء والتنمية بسلطنة عمان في مختلف المجالات.
وأكد حرص بلاده على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، بما فيها زيادة الاستثمارات العمانية في مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها.
ومن جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتزاز مصر بعمق ومتانة العلاقات الإستراتيجية مع سلطنة عمان، والحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائي المشترك واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى ازدهار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تصل عدد الشركات المصرية المستثمرة في عمان إلى 1900 شركة، وقد وصلت قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 546.4 مليون دولار في العام الماضي، وتشمل المنتجات التي يستوردها كل بلد من الآخر مواد خام ومنتجات صناعية.
ومن المتوقع أن تزيد الزيارة من احتمالية توقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة بين البلدين، مما سيعزز العلاقات الاقتصادية بينهما، ويعود بالفائدة على البلدين وشعوبهما.
ومن المهم أن تستمر اللقاءاتوالمناقشات المستمرة بين البلدين، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو في المجالات الأخرى، حيث تسهم هذه اللقاءات في تعزيز التعاون وتحقيق السلام في المنطقة.
وتأتي زيارة السلطان هيثم لمصر في وقت تتسم فيه العلاقات بين البلدين بأنها مزدهرة، وستساعد في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها في المستقبل. ومن المتوقع أن تتضمن الزيارة مناقشة العديد من القضايا التي تهم البلدين، وتحديد استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمات في المنطقة العربية، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي النهاية، يؤكد المحللون السياسيون أن العلاقات الأخوية بين مصر وعمان هي علاقات تاريخية قديمة ومتينة، وأن زيارة السلطان هيثم بن طارق لمصر تأتي لتعزيز هذه العلاقات وتنقلها إلى مستويات أعلى في المستقبل، وتشكل فرصة للبلدين لتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، ولمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.