
في الحادي عشر من يناير عام 1932 ولد الدكتور يحيى المشد عالم الهندسة الذرية المصري فى مدينة بنها بمحافظة القليوبية.
تخرج “المشد” فى كلية الهندسة بجامعة الاسكندرية قسم الكهرباء عام 1952 . ثم رشحته الكلية لدراسة الدكتوراه فى الهندسة الذرية فى موسكو عام 1956 حيث كان من أوائل علماء العالم الثالث الذين تخصصوا في هذا المجال .
اهتم يحيى المشد بجمع الابحاث عن القنبلة الذرية وكون جمعية علمية لهذا الغرض .
وفي المؤتمر الاول للعلوم النووية وتطبيقاتها الذي عقد بالقاهرة عام 1975 قدم الدكتور المشد وحده 14 بحثاً فى هذا المجال . واجرى ابحاثاً بهدف استخراج اكبر كمية بلوتونيوم من اليورانيوم .
نال الدكتور يحيى المشد شهرة عالمية فى مجاله.
وكان لتوقيع صدام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصريين إلى العراق، فانتقل يحيى المشدّ للعمل بالعراق. وفي عام 1980 رفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية لمخالفتها المواصفات.
أصرت فرنسا بعدها على حضوره شخصيا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم.
ويبدو أن هذه كانت ألعوبة لتسهيل إغتياله هناك.
حيث أغتيل فى 13 يونيو عام 1980 فى باريس على يد المخابرات الاسرائيلية .
اعترفت إسرائيل والولايات المتحدة رسميًا باغتيال العالم المصري يحيى المشد، من خلال فيلم تسجيلي مدته 45 دقيقة، عرضته قناة «ديسكفري» الوثائقية الأمريكية تحت عنوان «غارة على المفاعل»، وتم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
يتناول الفيلم تفاصيل ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981، وفي هذا السياق كان لابد للفيلم من التعرض لعملية اغتيال يحيى المشد في الدقيقة 12:23، باعتبارها «خطوة تأمينية ضرورية لضمان القضاء الكامل علي المشروع النووي العراقي».
وعلق فان جاريت: «الموساد أراد توصيل رسالة تثبت أن باستطاعته فعل أشياء وقد فعلوها».
يذكر الفيلم أن الموساد «استطاع اختراق مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية، واستطاع تحديد شخصية عالم مصري بارز وهو يحيى المشد يعمل لصالح صدام حسين في باريس، وعرضت عليه المخابرات الإسرائيلية الجنس والمال والسلطة مقابل تبادل معلومات حول المفاعل، وعندما وجد الموساد أن المشد لا يهتم بالتعاون معهم قرروا القضاء عليه».
ويعرض الفيلم مشاهد للفندق الفرنسي وصورًا للعالم المصري “يحيى المشد”، حيث يقول المعلق: «في يوم 13 يونيو 1980، حجز الدكتور المشد في فندق ميريديان باريس، ودخل عملاء الموساد غرفته وقتلوه بتهشيم رأسه..