في الثاني من مايو 2005 تُوُفِّيَ المطرب المصري محمد رشدي. وهو قطب من أقاطاب الغناء الشعبي في مصر.
وعندما تحمل الاغانى لون ورائحة الوطن وتعكس افراح وأحزان المواطن يتلقاها الجمهور بكل اعجاب وتقدير ، وهكذا كانت اغنيات محمد رُشْدي ثرية فى شكلها ومضمونها .
اختار رُشْدي اللون الشعبي من الغناء فصارت اغنياته مرآة لشعب طالما استلهم حَيوِيته وقوته من مَلاحِم ابطاله الشعبيين امثال ادهم الشرقاوى ي
وتزامن صعود محمد رُشْدِي لمجده مع عصر ثورة يوليو / تموز فى الخمسينيات والستينيات فقد ساعدت الثورة رُشْدِي فى ترسيخ قدميه على طريق الغناء حين تبنت نوابغ الفنانين والملحنين والمؤلفين الذين غنوا لها ولقائدها جمال عبدالناصر.
كان محمد رُشْدي من جيل ثورة يوليو مع عبد الحليم حافظ وصلاح جاهين
وعبد الرحمن الأَبْنُودي وتميز عن اقرانه فى الغناء بلون شعبي اجتماعي جعلَهُ قريبا من الجمهور فى كل انحاء مصر خاصة فى الاوساط الشعبية والريفية.
لم تكن ربات الغناء هُن ملهمات رُشْدِي ولكنها كانت الفتاة المصرية الريفية فغنى لها اعذب الكلمات بأعذب الالحان ، فصار إبن البلد ، فارس احلام الحسناوات فى الاحياء الشعبية والريف المصري.
ومن اشهر اغنيات رُشْدِي فى هذا السياق ” تحت الشجر يا وهيبة ” و ” عدوية ” و “عرباوي و ” طاير يا هوا ” و عا الرملة ” و ” قولو لمأذون البلد ” .
ومن اهم الملحنين الذين تعاون معهم رُشْدِي الملحن الراحل بليغ حمدي وعبدالعظيم محمد وعبدالعظيم عبدالحق وحلمي بكر.
أما جمهور محمد رُشْدِي فمعظمه من كبار السن ممن عاصروا تألقه فى الستينيات والسبعينات فى حين غاب رُشْدِي نوعا ما عن الساحة الفنية لفترة . خلال تلك الفترة انشغل محمد رُشْدِي باعادة اداء اغنياته الشهيرة القديمة وطرحها فى الاسواق بتوزيع عصري جديد اضيف اليه بعض الالات الموسيقية التى لم تكن موجودة فى الماضي.
ولكن رُشْدِي الذى تألق فى شبابه عاد وتألق فجأة قبل عام تقريبا من رحيله عندما صدر له البوم ” دامت لمين ” الذي استقبله الشباب بحماس شديد رغم سيطرة المطربين الشباب على الساحة الغنائية المصرية.
مع رحيل محمد رُشْدِي يسترجع المصريون عصرا من الغناء زاحم فيه الراحل عمالقته وتمكن من أن يحتفظ لنفسه بينهم بلون شعبى متميز جعله يتمتع بمكانة كبيره لدى قطاع عريض من الجمهور المصري والعربي .