في مثل هذا اليوم الرابع من مايو عام 1928 ولد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بكفر المصيلحة بمحافظة المنوفية ،
تخرج مبارك في الكلية الحربية في فبراير 1949 وحصل على بكالوريوس علوم الطيران في مارس 1950 ، ثم سافر فى بعثات متعددة للاتحاد السوفيتي للتدريب على قيادة أنواع جديدة من الطائرات وتلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي بين عامي 1964 و 1965..
بعد حرب يونيو 1967 عهد إلى / مبارك مهمة إعادة بناء القوات الجوية المصرية فعين قائداً للكلية الجوية عام 1968 حيث أشرف على تأهيل نسور الجو المصريين لمعركة الشرف والكرامة وأصبح / مبارك قائداً للقوات الجوية عام 1972..
وفي هذه المرحلة اعاد تنظيم سلاح الطيران وخطط بكفاءه ونفذ باقتدار ضربة الطيران المصرية للمواقع الاسرائيلية خلال حرب 1973 وهي الضربة التي افقدت الجيش الإسرائيلي توازنه وقطعت ذراعه الطويلة التي كان يفتخر بها .، وكانت أحد أهم مفاتيح نصر أكتوب المجيد.
في 15 أبريل 1975 إختاره الرئيس الراحل “محمد أنور السادات ليكون نائبا له.
وشغل / مبارك منصب نائب رئيس الجمهورية بين عامي 1975 وعام 1981 وفي هذه المرحلة تولى اكثر من مهمة عربية ودولية حيث كانت تربطه علاقات قوية مع قادة العرب والعالم ..
وعقب إغتيال الرئيس الراحل / السادات بويع / مبارك رئيساً للبلاد خلفاً له وأدى اليمين الدستورية كرئيس لجمهورية مصر العربية فى 14 أكتوبر عام 1981..
كانت معركة السلام وتحرير الأرض أشد ضراوة من كل معارك الحرب وقادها الرئيس / مبارك بحنكة وبراعة القائد واستردت مصر سيادتها على كل شبر من أراضيها وعادت الأعلام المصرية خفاقة فوق أراضى سيناء الحبيبة..
وعلى الصعيد المحلي تعيش البلاد مرحلة الممارسة الديمقراطية بكل أبعادها فى ضوء تعدد الأحزاب وممارستها لنشاطها كاملاً دون أية قيود ، كما أن حرية التعبير وتبادل الرأي والرأي الآخر مكفولة لجميع الأطراف وأصبحت الانتخابات البرلمانية المصرية موضع تقدير واحترام من كافة الأوساط الداخلية والخارجية ، وقد كانت انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر 2000 بحق وسام على صدر الديمقراطية فى عهد / مبارك ..
وقد كانت بداية عهده تأكيداً لهذه الديمقراطية حيث أصدر قراره بالافراج عن المعتقلين والمسجونين السياسيين بعد 40 يوما فقط من توليه المسئولية ..
وأكد/ مبارك على سيادة القانون بالشكل الذى اعاد للقضاء المصرى كامل استقلاله وهيبته باعتباره المرجع الاساسى والحاسم لتطبيق القانون وتحقيق العدل بين المواطنين.
وجاء عام 2004 ليشهد كثيرا من الإصلاحات السياسية فكان إنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان ، وإلغاء محاكم أمن الدولة .
ثم جاء فبراير 2005 ليحمل مبادرة الرئيس مبارك بطلب تعديل المادةى 76 من الدستور بحيث تتاح الفرصة لأكثر من شخص للترشح لمنصب رئيس الجمهورية .
وفي مجال التنمية الاقتصادية حرص مبارك على اقتحام المشاكل من جذورها واتخاذ المنهج العلمي والتخطيط كأسلوب لتصحيح مسارها ..
ولقد تحققت انجازات كبرى فى جميع مرافق البنية الاساسية والطاقة والصناعة والزراعة واستصلاح الاراضي والنقل والمواصلات والاسكان والمدن الجديدة والموانئ ، كما اتخذت سياسة الاصلاح الاقتصادي مساراً جاداً على اساس من ظروف وواقع الاقتصاد المصري وبالمراعاة للبعد الاجتماعي للتنمية على نحو لا يثقل كاهل الجماهير محدودة الدخل ..
واستثماراً للنجاح الاقتصادي الذي تحقق من خلال تنفيذ أربعخطط خمسية متوالية ، فقد تم البدء فى عدد من المشروعات العملاقة التي توسع من رقعة العمران والاراضي المؤهلة في مصر مثل مشروع تنمية جنوب الوادي وترعة السلام ومشروع تنمية سيناء وخليج السويس ،
لكن في المرحلة الأخيرة من حكم مبارك بدأت الأمور تخرج عن سيطرته نتيجة لعامل السن وزيادة نفوذ الوزراء من أصحاب المصالح الإقتصاديةفيما يسمى التزاوج بين المال والسلطة ، مما خلق فجوة بين أفراد الشعب والنظام . كما زاد تزوير إنتخابات 2010 البرلمانية من الجفوة بين الشعب والنظام.
وفي الخامس والعشرين من يناير 2011 انتفض الشعب على النظام مما أجبر الرئيس مبارك على التنحي عن السلطة في 11 فبراير كي يجنب البلاد الانزلاق إلى حمامات دم مثل التي شهدتها اليمن وسوريا وليبيا.
وتم تقديم “حسني”مبارك لعدة محاكمات إنتهت بتبرئته من التهم المنسوبة إليه بعد أن الحكم عليه في البداية بالسجن.
وتوفي الرئيس مبارك في 25 فبراير 2020 عن عمر ناهز ال 92 عاما .