
ذكرت منظمة الصحة العالمية، أن وفيات الحصبة على مستوى العالم قد ارتفعت بنسبة تصل إلى 50 % منذ عام 2016.
وأشارت المنظمة – في تقرير أصدرته يوم الخميس 12 نوفمبر 2020 في جنيف بالاشتراك مع مراكز أمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها – إلى أن عدد حالات الإصابة زاد في العام الماضي إلى 869 ألفا و770 حالة إصابة وهو العدد الأعلى الذي تم الإبلاغ عنه منذ عام 1996 مع زيادات في جميع مناطق منظمة الصحة، ولفت التقرير إلى أن الحصبة أودت بحياة مايصل إلى 207 آلاف و500 شخص في العام الماضي 2019 وحده.
ونوه تقرير المنظمة الدولية، بأنه وبعد التقدم العالمي من عام 2010 إلى 2016، فقد ارتفع عدد حالات الإصابة بالحصبة المبلغ عنها تدريجيا حتى عام 2019، عازيا ارتفاع الإصابات إلى عدم تطعيم الأطفال في الوقت المحدد بجرعتين من اللقاح المتوفر والفعال لمنع الإصابة بالمرض.
وطالب التقرير بألا تؤدي الجهود المبذولة للسيطرة على وباء كورونا إلى تفاقم أزمة الحصبة.
من جانبه، قال الدكتور تادروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، خلال التقرير، إن البيانات ترسل رسالة مفادها أن العالم يفشل في حماية الأطفال من الحصبة في كل مناطق العالم، ودعا إلى العمل بشكل جماعي لدعم البلدان، وإشراك المجتمعات للوصول إلى الجميع في كل مكان بلقاح الحصبة ووقف الفيروس القاتل.
اليونيسيف والصحة: عودة شلل الأطفال والحصبة
وكانت منظمتا “الصحة العالمية” و”اليونيسيف” وجهتا نداء عاجلا يوم 6 نوفمبر 2020 لمواجهة أوبئة الحصبة وشلل الأطفال وذلك في ظل تعطيل وباء كورونا لحملات التلقيح في جميع أنحاء العالم مما يترك ملايين الأطفال معرضين لخطر الإصابة بأمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها.
وقدرت المنظمتان الأمميتان في بيان صدر عنهما بجنيف أن هناك حاجة لتمويل بقيمة 655 مليون دولار لمعالجة فجوات المناعة الخطيرة في البلدان غير المؤهلة للاستفادة من دعم تحالف اللقاحات العالمي (جافى) وفي الفئات العمرية المستهدفة.
ومن جانبه، قال الدكتور تادروس ادهانوم المدير العام لمنظمة الصحة “إن فيروس كورونا كان له تأثير مدمر على الخدمات الصحية وخاصة خدمات التحصين في جميع أنحاء العالم”.. مشيرا إلى أنه وعلى عكس كورونا فإن الأدوات والمعرفة اللازمة لوقف أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة موجودة”، ولفت إلى أن الحاجة هى إلى الموارد والالتزامات لوضع هذه الأدوات والمعرفة موضع التنفيذ لإنقاذ حياة الأطفال.
بدورها، حثت هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف قادة الدول والمانحين والشركاء لاتخاذ إجراءات عالمية وتوفير الموارد المالية الإضافية اللازمة لاستئناف حملات التطعيم بأمان وإعطاء الأولوية لأنظمة التحصين التي تعتبر بالغة الأهمية لحماية الأطفال وتجنب الأوبئة الأخرى إلى جانب وباء كورونا.
وحذرت المنظمتان من أنه من المتوقع أن يزداد انتقال فيروس شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان وفي العديد من المناطق التي تعاني من نقص المناعة في أفريقيا.. لافتين إلى أن الفشل في القضاء على شلل الأطفال الآن سيؤدى لعودة ظهور المرض عالميا وبما قد يصل بعدد الحالات إلى حوالي 200 ألف حالة جديدة سنويا وذلك خلال 10 سنوات.
وتوقع البيان أن يتم نشر أدوات جديدة بما في ذلك لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من الجيل التالي وخطة الاستجابة الاستراتيجية المقبلة لتفشي مرض الحصبة خلال الأشهر المقبلة للمساعدة في معالجة هذه التهديدات المتزايدة بطريقة أكثر فاعلية واستدامة.. مشيرا إلى أن الخطة هي استراتيجية عالمية لمنع انتشار مرض الحصبة والكشف عنه والاستجابة له بسرعة وفعالية.