صدر كتاب “المتلاعبون بالعقول” للكاتب هربرت أ. شيللر عام 1973 ضمن سلسلة عالم المعرفة، ويتناول الكتاب ظاهرة التضليل الإعلامي وكيفية استخدامها للتحكم في الرأي العام.
يبدأ شيللر كتابه بمقدمة قصيرة يوضح فيها أهمية الوعي بوسائل التضليل الإعلامي، ويؤكد على أن الأفراد لا يمكنهم اتخاذ قرارات مستنيرة دون معرفة كيفية عمل هذه الوسائل.
ثم ينتقل شيللر إلى استعراض مجموعة من الأساليب التي يستخدمها الإعلام للسيطرة على الرأي العام، ويقسم هذه الأساليب إلى خمسة أقسام رئيسية:
- التركيز على الأحداث التي تثير الخوف والغضب: يعتمد هذا الأسلوب على إثارة مشاعر الخوف والغضب لدى الجمهور، وذلك من خلال تسليط الضوء على الأحداث السلبية أو المثيرة للجدل.
- تجزئة المعلومات: يعتمد هذا الأسلوب على تقسيم المعلومات إلى أجزاء صغيرة وعرضها بشكل متقطع، مما يجعل من الصعب على الجمهور فهم الصورة الكاملة للحدث.
- التشويش الإعلامي: يعتمد هذا الأسلوب على نشر المعلومات المضللة أو المتضاربة، مما يؤدي إلى إرباك الجمهور وإضعاف قدرته على التفكير النقدي.
- الاعتماد على خبراء موثوق بهم: يعتمد هذا الأسلوب على عرض الآراء التي تتفق مع وجهة نظر المؤسسة الإعلامية على أنها آراء خبراء موثوق بهم.
- استخدام لغة عاطفية: يعتمد هذا الأسلوب على استخدام اللغة العاطفية والصور المرئية المؤثرة لإقناع الجمهور.
يقدم شيللر أمثلة على كل من هذه الأساليب، ويوضح كيف يتم استخدامها في الإعلام الأمريكي. كما يناقش شيللر تأثير هذه الأساليب على الرأي العام، ويؤكد على أن استخدامها بشكل متزايد يشكل تهديداً للديمقراطية.
يعد كتاب “المتلاعبون بالعقول” كتاباً مهماً يستحق القراءة، فهو يوفر نظرة ثاقبة حول ظاهرة التضليل الإعلامي وكيفية استخدامها للسيطرة على الرأي العام. كما أن الكتاب يدعو القراء إلى التفكير النقدي في المعلومات التي يتلقونها من وسائل الإعلام.
فيما يلي بعض الجوانب الإيجابية للكتاب:
- التحليل العميق لظاهرة التضليل الإعلامي: يقدم شيللر تحليلاً عميقاً ورصيناً لظاهرة التضليل الإعلامي، ويكشف عن الأساليب المختلفة التي تستخدمها المؤسسات الإعلامية للسيطرة على الرأي العام.
- الأمثلة الواقعية: يقدم شيللر أمثلة واقعية على استخدام أساليب التضليل الإعلامي، مما يسهل على القراء فهم هذه الأساليب وكيفية عملها.
- الدعوة إلى التفكير النقدي: يدعو شيللر القراء إلى التفكير النقدي في المعلومات التي يتلقونها من وسائل الإعلام، ويحثهم على عدم قبول المعلومات على مضض.
فيما يلي بعض الجوانب السلبية للكتاب:
- التركيز على الإعلام الأمريكي: يركز الكتاب على الإعلام الأمريكي بشكل أساسي، مما قد يحد من استفادة القراء من الكتاب في سياقات ثقافية أخرى.
- الأسلوب الأكاديمي: يعتمد الكتاب على أسلوب أكاديمي رصين، مما قد يجعله صعب القراءة بالنسبة لبعض القراء.
بشكل عام، يعد كتاب “المتلاعبون بالعقول” كتاباً مهماً يستحق القراءة، فهو يوفر نظرة ثاقبة حول ظاهرة التضليل الإعلامي وكيفية استخدامها للسيطرة على الرأي العام.