في مثل هذا اليوم الرابع عشر من يناير عام 1991 اغتيل صلاح خلف ” ابو اياد و عضوان كبيران بمنظمة التحرير الفلسطينية في منزل أبي الهولبتونس .
وقد اغتالهما الموساد الإسرائيلي على يد العميل ” حمزة أبو زيد” في عملية طالت القيادي في حركة فتح أبو محمد العمري الملقب بـ فخري العمري حيث كان الثلاثة يعقدون اجتماعا في منزل أبو الهول، حين اقتحم المنزل العميل “حمزة أبو زيد” الذي كان أحد افراد طاقم الحراسة للشهيد أبو الهول، وفتح العميل نيران رشاشه وأخذ يطلق النار حتى قتلهم جميعا .
واحتجز رهينتين وطلب طائرة خاصة لنقله خارج تونس ، وتفاوضت معه القوات التونسية و الفلسطينية نحو ست ساعات قبل ان يتم اقتحام المنزل والقاء القبض عليه وتحرير الرهينتين.
وُلد صلاح خلف في 31 آب أغسطس عام 1933 في يافا وعاش فيها أول سني حياته حتى قبل إغتصاب فلسطين بيوم واحد، إذ إضطرت عائلته للذهاب إلى غزة عن طريق البحر.
أكمل دراسته الثانوية في غزة وذهب إلى مصر عام 1951 ليستكمل دراسته العليا حيث حصل على ليسانس تربية وعلم نفس من جامعة القاهرة.
انضم أثناء وجوده في غزة إلى العمل الوطني وكان لا يزال قاصراً، وفي أثناء وجوده في مصر، نشط مع الزعيم ياسر عرفات وآخرين في العمل الطلابي وقاما بدور بارز في اتحاد طلاب فلسطين، قبل أن يعود إلى غزة مدرساً للفلسفة، حيث واصل نشاطه السياسي وبدأ ينحو به منحىً عسكرياً.
انتقل أبو إياد إلى الكويت عام 1959 للعمل مدرساً، وكانت له فرصة هو ورفاقه -وخصوصاً ياسر عرفات وخليل الوزير [ أبو جهاد] – لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة وطنية فلسطينية كانت هي حركة “فتح” وبدأوا بعرض مبادئهم أمام الجماهير الواسعة بواسطة مجلة “فلسطيننا.”.
يعتبر أبو إياد أبرز اعضاء اللجنة المركزية وأكثرهم قدرة على اتخاذ القرارات الجريئة.
في عام 1969 بعد دمج حركة فتح في منظمة التحرير الفلسطينية بدأ اسم أبو إياد يبرز عضوا لللجنة المركزية لفتح، ثم مفوضا لجهاز الأمن في فتح، ثم تولى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة ومنذ عام 1970 تعرض أبو إياد لأكثر من محاولة اغتيال استهدفت حياته.
يعتبر أبو اياد أحد أهم منظري الفكر الثوري لحركة فتح، حتى انه لقب ب تروتسكي فلسطين، وكان واسع الافق نافذ البصيرة، وهو أول من طرح فكرة الدولة العلمانية في فلسطين، التي يتعايش فيها الأديان الثلاثة (المسلمون والمسيحيون واليهود) متساوون في الحقوق والواجبات.
أما هايل عبد الحميد المشهور بكنيته أبو الهول فهو قائد سياسي وأمني وعسكري فلسطيني من مواليد صفد عام 1937 وهو أحد مؤسسي حركة فتح بألمانيا والنمسا – شارك في تأسيس حركة فتح بالقاهرة سنة 1964 وكان أمين سر التنظيم ومعتمد إقليم في لبنان سنة 1972 ومسؤولا لجهاز الأمن والمعلومات لحركة فتح ثم عمل مفوضا لجهاز الأرض المحتلة حتى تاريخ اغتياله.
أما فخري العمري وكنيته أبو محمد فمن مواليد مدينة يافا سنة 1936، ومن أوائل الذين انخرطوا في الثورة الفلسطينية. شارك في أول دورة أمنية أوفدتها حركة فتح إلى القاهرة.
وشارك في تأسيس جهاز الأمن والرصد في الأردن مع صلاح خلف (أبو إياد). عمل في قيادة جهاز الأمن للثورة الفلسطينية.
شارك في قيادة عدد من العمليات الخاصة والنوعية وكان رئيس قسم العمليات والاغتيالات بمنظمة أيلول الأسود. شارك بالتخطيط لعملية اغتيال رئيس وزراء الأردن وصفي التل،.
والعمري هو صاحب فكرة عملية ميونخ وكان المسئول المباشر للمجموعة المنفذة باسم حركي (طلال). كما قاد عملية الرباط أثناء انعقاد قمة الرباط 1974، في المغرب واعتقل مع 13 فدائيا، وأفرج عنه مع رفاقه بعد تدخل أبو إياد.
جرت ت محاولة لاغتياله في لبنان سنة 1978 ، كما وجرت محاولة أخرى لاغتياله في يوغسلافيا سنة 1979 وفقد على أثرها السمع بالأذن اليمنى.
كان مسئولا أمنيا رفيعا والرجل الثاني في جهاز الأمن الموحد الذي يترأسه أبو إياد.