فى مثل هذا اليوم الثانى من أبريل عام 1982 قامت بريطانيا بقطع علاقاتها الدبلوماسيه بالارجنتين بسبب الخلاف على جزر فوكلاند بعد ان قامت الارجنتين بهجوم خاطف على جزر فوكلاند الواقعه فى المحيط الأطلنطي شرق ساحل الارجنتين . وأعلنت انها انهت بهذا الهجوم 149 عاما من الاحتلال البريطاني لهذه الجزر . وعقب وصول انباء الهجوم أعلنت حكومة السيدة تاتشر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الارجنتين وأرسلت قوة بحرية الى جزر فوكلاند ونشبت معارك شرسة بين البلدين استمرت ثمانية اسابيع أسفرت عن هزيمة قاسية للقوات الأرجنتينية وإضطرارها للإنسحاب من الفوكلاند.
وجزر فوكلاند أرخبيل يتكون من أكثر من مائتي جزيرة تغطي مساحة قدرها 12,200 كم²، وتبعد 480 كم عن الشواطئ الأرجنتينية الجنوبية. يتألَّف من جزيرتين كبيرتين هما جزيرة فوكلاند الشرقية والغربية، إضافةً إلى 776 جزيرة صغيرة متبعثرة حولهما. تحظى الجزر بحالة حكم ذاتي باعتبارها إقليم ما وراء بحار بريطاني، ولكن حكومة الأرجنتين – من جهةٍ أخرى – تعتبر الجزر جزءًا من أراضيها وتطالب بنقلها إلى سيادتها. العاصمة هي مدينة ستانلي الواقعة في الفوكلاند الشرقية.
ثمة خلاف كثير حول اكتشاف جزر فوكلاند والأحقية الفعلية بسيادتها، فعلى مدى فترات زمنية متفاوتة، ظهرت على الجزر مستوطنات فرنسية وبريطانية وإسبانية وأرجنتينية، وقد أعادت الإمبراطورية البريطانية إقامة سيادتها على الجزر في سنة 1833، رغم اعتراضات الأرجنتين المستمرَّة على ذلك. نفَّذت الأرجنتين في سنة 1982 عمليَّة عسكرية غزت فيها جزر فوكلاند غزوًا بريًا، فاندلعت إثر ذلك حرب الفوكلاند التي انتهت باستسلام القوات الأرجنتينية، وعودة الجزر مجددًا إلى السلطة البريطانية.
حسب إحصاء سنة 2012، لا يسكن جزر الفوكلاند سوى 2,932 نسمة، معظمهم من أصول بريطانية. توجد كذلك نسب صغيرة من جنسيات عديدة أخرى، مثل الفرنسيين والجبل طارقيِّين والإسكندنافيين. كما أنَّ الهجرة إلى الأرخبيل من المملكة المتحدة والأرجنتين وتشيلي وجزيرة سانت هيلينا المجاورة أمرٌ شائع، وهي سبب بالواقع في منع عدد السكان من التناقص، الناتج عن هجرة المواطنين الحاليين (لأسباب منها برودة الطقس وقلَّة الخدمات المتاحة، وطبيعة الجزر النائية). اللغة الرسميَّة والسائدة في الفوكلاند هي الإنكليزية. يعتبر سكان الجزر – وفقًا لقانون الجنسية البريطانية رقم 1983 – مواطنين بريطانيين.
ازدادت التوترات بين المملكة المتحدة والأرجنتين حول الأحقية بجزر فوكلاند منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وقد حصل خلال هذه الفترة وأن أكد الرئيس الأرجنتيني خوان بيرون رسميًا على أحقيَّة بلاده بالأرخبيل
تعالت حدة هذا الخلاف خلال الستينيات، في أعقاب إصدار بريطانيا قانونًا لإنهاء الاستعمار اعتبرته الأرجنتين دعمًا لموقفها.
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1965 قرارها رقم 2065، الذي قضى بأنَّ على الدولتين المعنيَّتين – بريطانيا والأرجنتين – عقد مفاوضات وإنهاء خلافهما بصورةٍ سلمية. وفقًا لهذا القرار، تفاوضت بريطانيا بين عامي 1966 و1968 مع الحكومة الأرجنتينية بثقةٍ عارضة تسليم الجزر، على افتراض أنَّ سكان الفوكلاند سيرضون بأيّ قرار تتخذه. تم الاتفاق في سنة 1971 على صفقة تجارة متبادلة بين جزر فوكلاند والأرجنتين، وشيَّدت الحكومة الأرجنتينية على إثرها مطارًا خاصًا بها في العاصمة ستانلي سنة 1972. رغم ذلك، كان سكان جزر فوكلاند أنفسهم معارضين بقوَّة – كما عبَّروا من خلال تمثيلهم القوي في برلمان المملكة المتحدة – لفكرة الانفصال عن بريطانيا، ممَّا عرقل إلى درجة كبيرة المفاوضات بين بريطانيا والأرجنتين حتى سنة 1977.
عانت المملكة المتحدة خلال عهد حكومة مارغريت ثاتشر (من سنة 1979 إلى 1990) من مشاكل بالميزانية، جعلتها تعيد النظر في مدى أهمية الاحتفاظ بجزر فوكلاند – التي كانت تحتاج دعمًا حكوميًا عاليًا من بريطانيا – وفكرت مجددًا بتسليمها إلى الأرجنتين. إلا أنَّ المفاوضات الجديدة حول تسليم الجزر سُرعَان ما انتهت مرة أخرى في سنة 1981، وعاد الخلاف ليتصاعد بمرور الزمن.
في أبريل 1982، تحوَّل الخلاف السياسي فجأة إلى نزاعٍ مسلَّح، حيث بدأت الأرجنتين غزوًا بريًا عسكريًا لجزر فوكلاند والجزر البريطانية المجاورة في جنوب الأطلنطي، ونجحت باحتلالها لفترةٍ قصيرة قبل أن تستعيدها القوات البريطانية بعد شهرين من القتال العنيف .
زادت بريطانيا – بعد انتهاء الحرب – من قواتها العسكرية في الجزر، حيث وضعت حامية أكبر وشيَّدت قاعدة جبل بليزنت الجوية.
عادت العلاقات الدبلوماسية بين الأرجنتين وبريطانيا للتجدُّد في سنة 1990، إلا أنَّها أفسدت مجددًا بسبب عدم اتفاق البلدين على أي طريقة لتسوية النزاع بينهما على جزر فوكلاند.