أثارت الأزمة السياسية في الغابون مخاوف بشأن استقرار غرب إفريقيا، حيث حذرت الدول الغربية من تفاقم الوضع في المنطقة.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، إن وزراء دفاع دول التكتل سيناقشون الموقف في الغابون، ووصف ما يحدث في غرب إفريقيا بأنه يمثل مشكلة كبيرة لأوروبا.
ووقعت الانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف بشأن عودة الديكتاتورية إلى المنطقة.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن الانقلاب في الغابون، وطالب بعودة النظام الديمقراطي في البلاد.
وقال بوريل: “يجب أن نناقش الوضع مع وزراء دفاعنا، لأن ما يحدث في غرب إفريقيا يشكل مشكلة كبيرة لأوروبا”.
وأضاف: “نريد أن نرى عودة النظام الديمقراطي في الغابون”.
وأعربت الولايات المتحدة أيضًا عن قلقها بشأن الانقلاب في الغابون، وحثت على إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: “ندعو جميع الأطراف في الغابون إلى احترام القانون والنظام وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف: “نعرب عن قلقنا البالغ بشأن الانقلاب العسكري في الغابون، وندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين”.
ويأتي الانقلاب في الجابون بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا، بما في ذلك في مالي والنيجر وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد.
وتسببت الانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا في زعزعة الاستقرار في المنطقة، مما أدى إلى مخاوف بشأن عودة الديكتاتورية إلى المنطقة. كما أدت إلى تزايد التدخل الخارجي في أفريقيا.
حيث تعهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدعم الحكومات المدنية في مواجهة الانقلابات العسكرية.
ويرى مراقبون أن الانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا تعكس فشل الحكومات المدنية في تحقيق تطلعات شعوبها، وتزايد عدم الثقة في المؤسسات الديمقراطية
كما أن هذه الانقلابات تعني فشل الرهان الأوروبي على القادة الحاليين في غرب إفريقيا من حلفاء و تحالفاتهم مع أوروبا حيث أن شعوب غرب إفريقيا أصبحت لا تثق في حكوماتها وتعتبرها حكومات فاسدة موالية للمصالح الأوروبية
.كما تُعد هذه الانقلابات مصدر قلق لأوروبا، التي تعتمد على غرب إفريقيا في توريد النفط والمواد الخام الأخرى.ويخشى الاتحاد الأوروبي أن يكون لأي حالة من عدم الاستقرار في غرب إفريقيا تأثير كبير على موارد الطاقة الأوروبية. ففي حالة حدوث اضطرابات في الإنتاج أو النقل، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص في إمدادات الطاقة، مما قد يؤثر على الاقتصاد الأوروبي.
على سبيل المثال، أدت الاضطرابات السياسية في ليبيا إلى انخفاض إنتاج النفط والغاز في البلاد، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز في أوروبا. كما أدت الاضطرابات في مالي إلى تهديد إمدادات النفط والغاز من البلاد إلى أوروبا. وفي الشهر الحالي قرر قادة انقلاب النيجر وقف إمداد فرنسا باليورانيوم ومن المؤكد أن انقلاب الجابون اليوم سيكون له تأثير أكبر حيث ان الجابون هي إحدى دول الأوبك المصدرة للنفط على نطاق واسع
وتعمل أوروبا على تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، وتهدف إلى زيادة وارداتها من الطاقة من غرب إفريقيا. ومع ذلك، فإن أي حالة من عدم الاستقرار في المنطقة يمكن أن تعقد هذه الجهود.
هناك بعض الخبراء الذين يعتقدون أنأوروبا لعبت دورًا في تفاقم عدم الاستقرار في غرب إفريقياا من خلال دعمها لحكام غرب إفريقيا الفاسدين. ويجادلون بأن هذا الدعم مكن هؤلاء الحكام من البقاء في السلطة لفترة أطول من الوقت، مما أدى إلى تراكم الفساد والظلم في المجتمعات المحلية.