
كتب: عبد الرحمن عثمان
مع قدوم شهر رمضان المعظم يذكر المصريون بكل حب وإعزاز أهم أغنية تعبر عن الشهر
الكريم وهي أغنية “وحوي يا وحوي” والتي حين بحثنا وجدنا لها أكثر من حكاية يتوارثها المصريون منذ وقت بعيد.
القصة الإسلامية::
والقصة الأقرب للمسلمين هي التي تقول أن الأغنية ظهرت في عصر أحد السلاطين ولم يحدده بالضبط ، حيث ظهرت أغنية وحوي يا وحوي لأول مرة ، فلم يكن للأغنية الرمضانية وجود إلا على ألسنة المسحراتية المكلفين بايقاظ الناس لتناول طعام السحور .
والاغنية جاءت على ألسنة الاطفال الذين يطوفون
بفوانيسهم يرددون ويقولون
وحوي ياوحوي اياهـا
بِنْت السُلطان إياهـا
لابسه قفطـان اياهـا
بجـلا جيـله اياهـا
يـالا نجيبـها
إياها
وكانت الكلمة في أصلها “أحوي” وليس وحوي” فكانت الأغنية تقال “أحوي أحوي إياها”
ومعناها ان الطفل الذى يردد هذه الاغنية كان يتمنى ان يحوي أي يأوي [ في بيته] بِنْت السلطان ذات الثياب الفاخرة المحلاة بالحلي الذهبية التي تخرج أصواتا كالجلاجل من كثرتها ، لإاسماها المغنيون “جلاجيل”.
ويُرجع بعض المؤرخين هذه الاغنية الى عهد الفاطميين ولم يسمعها المؤرخون الا على ألسنة الرواة والمداحين ينشدونها في سهراتهم.
قصة فرعونية :
أما عشاق الحضارة الفرعونية فيرجعون الأغنية إلى عصور الفراعنة برواية أخرى تقول:
كلمة “وحوي” وهي تعني بالفرعونية “اهلا” او مرحبا، أما كلمة “إياحة” فهي تعني “القمر” وأصلها “أياح”
اياح حتب هي زوجة الملك سقنن رع الذي حكم البلاد في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد، إذ كانت الدولة الفرعونية الوسطى قد تفككت واحتلها الهكسوس، فما كان من”إياح حتب” إلا تحريض زوجها على رفع راية العصيان في وجه الغزاة، لكنه توفي قبل أن يتحقق ذلك فعمدت لابنها الأكبر ليستكمل مشوار أبيه ولكنه مات أيضًا ولم تهدأ عزيمة إياح حتب فدفعت بابنها الثاني “أحمس” الذي نجح فيما فشل فيه أبوه وأخوه وانتصر و طرد الهكسوس وحقق الاستقلال.
“معنى إياح: قمر وحتب معناها: الزمان فيكون معني اسم السيدة قمر الزمان أما كلمة وحوي الفرعونية فمعناها: مرحبًا أو أهلاً”.
“وبعد الانتصار الكبير الذي حققه الملك أحمس على المحتلين وطرد الهكسوس من البلاد خرج المصريون في استقبال والدته الملكة إياح حاملين المشاعل والمصابيح يتغنون بـ “وحوي يا وحوي ..إياحه” اللى يكون معناها مرحبا يا قمر تقديرًا للتضحيات الكبيرة للملكة إياح التي قدمتها فداءً للوطن”.
أغنية أحمد عبد القادر
كانت أغنية وحوي ياوحوي هي ابرز الأغاني الشعبية التي اشتهرت عن رمضان أيام الاذاعات الاهلية . ولكن مع نشأة الإذاعة المصرية عام 1934 ظهرت لنا النسخة التي نتداولها حاليا من الأغنية عام 1934، وكتبها حسين حلمي المانسترلي ولحناها أحمد شريف وغناها أحمد عبد القادر .
لكن المنستيريلي أعطى الأغنية كلمات مختلفة مع الإحتفاظ بـ “وحوي يا يوحوي” وتغير لفظ إ “إياها” ليصبح “إياحا” وتقول كلماتها:
وحوي يا وحوي اياحه
روحت يا شعبان اياحه
وحوينا الدار جيت يا رمضان
هل هلالك و البدر اهو بان
يالا الغفار
شهر مبارك و بقاله زمان
يالا الغفار
شهر مبارك و بقاله زمان
محلا نهارك بالخير مليان
وحوي يا وحوي اياحه
روحت يا شعبان اياحه
وحوينا الدار جيت يا رمضان
جيت في جمالك سقفوا يا عيال
يالا الغفار
محلا صيامك فيه صحة و عال
يالا الغفار
محلا صيامك فيه صحة و عال
نفدي و صاللك بالروح و المال
وحوي يا وحوي اياحه
روحت يا شعبان اياحه
وحوينا الدار جيت يا رمضان
طول ما نشوفك قلبنا فرحان
يالا الغفار
يكتر خيرك اشكال و الوان
يالا الغفار
يكتر خيرك اشكال و الوان
بكرة في عيدك نلبس فستان
وحوي يا وحوي اياحه
روحت يا شعبان اياحه
وحوينا الدار جيت يا رمضان
هاتي فانوسك ياختي يا احسان
يالا الغفار
اه يا ننوسك في ليالي رمضان
يالا الغفار
هاتي فانوسك ياختي يا احسان
اه يا ننوسك في ليالي رمضان
ماما تبوسك و باباكي كمان
وحوي يا وحوي اياحه
روحت يا شعبان اياحه
وحوينا الدار جيت يا رمضان
وحوي يا وحوي اياحه
[
تنويعات نشك فيها:
إتجه البعض إلى أن “وحويى” كلمة فرعونية الأصل، وأن المصريين القدماء اعتادوا على غناء كلمات “وحوي يا وحوي”، مع مطلع كل شهر عند استقبال القمر، وذكرت روايات تاريخية أخرى أن عبارة “وحوي يا وحوي إياحة”، هي لغة قبطية وتعنى اقتربوا لرؤية الهلال، لذلك ارتبطت بعد ذلك للاحتفال بظهور هلال شهر رمضان ورؤيته استعداداً للصوم وإقامة طقوس الاحتفال به من تعليق فوانيس وتزيين الشوارع احتفالاً بقدوم الشهر الكريم. رغم أن السنة القبطية هي سنة شمسية وليس للقبط علاقة بالقمر أو إستقباله.