في الثامن من يونيو 1949 رحل عن عالمنا الفنان “نجيب الريحاني” عبقري التمثيل الكوميدي المصري والعربي.
ولد الريحاني في عام 1889.
ولم يكن الريحاني قد تلقى أكثر من التعليم بالمرحلة الثانوية التي لم يكملها، لكنه كان يتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية، حتى أنه أصبح ملما إلماما رائعا بالأدب المسرحي الفرنسي في لغته الأصلية، وأصبح هذا الأدب له بمثابة “كنز علي بابا” التي راح يغترف ،هو ورفيق عمره المؤلف المبدع “بديع خيري” وينهل منها ، ويقوما بهضمها ثم يعيدا إنتاجها في ثوب مصري خالص.
بدأ الريحاني عمله الاحترافي في الفن عام ١٩٠٨، بالاسكتشات الكوميدية المرتجلة، ثم الاستعراض والأوبريت، مرورا بالكوميديا الهزلية، وكانت شخصية ” كشكش بك” عمدة كفر البلاص نقطة تحول فى مشواره الفني
قدم الريحاني مع بديع خيري صديق عمره وتوأمه في الفن 33 مسرحية من أهمها:الدنيا لما تضحك .
الستات مايعرفوش يكدبوا.حكم قراقوش عام 1936.قسمتي عام 1936.لو كنت حليوة.
الدلوعة عام 1939.
اعتزل الريحاني المسرح عام 1946 بعد أن أبدع في مسرحياته الكوميدية، التي خصها بمغزى أخلاقي واجتماعي جاد، حتى وصل بها إلى الشكل الأكثر نضجا من خلال “كوميديا الموقف” التي لاتزال معتمدة إلى يومنا هذا.
إتجه بعد ذلك إلى السينما وله فيها عشرة أفلام. ولم يقل في إبداعه السينمائي عن إبداعاته المسرحية وتضم قائمة أفلامه:
فيلم “صاحب السعادة كشكش بيه، ياقوت أفندي ، بسلامته عايز يتجوز، سلامة في خي،
أبو حلموس، لعبة الست، سي عمر، أحمر شفايف، وأخيرا غزل البنات. ،
أشتهر الريحاني في السينما بأداء أدوار الإنسان المقهور والموظف البسيط في إطار من كوميديا الموقف والتناقضات الفكاهية. ،
ولم يكن “الريحاني” الذي تحل ذكرى رحيله اليوم، مجرد فنان كوميدي فقط، لكنه كان علامة فارقة ومحطة هامة في تاريخ الفن المصري، وترك بصمة واضحة على الكوميديا، حيث كان يضحك ويبكي من دون افتعال أو تكلف، لهذا أطلق عليه الكاتب المسرحي الفرنسي “أندريه جيد” لقب ” موليير العرب “، بعد أن شاهد أداءه التلقائي.
جاءت وفاة الريحاني صدمة للكثيرين فتوفى الريحاني في الثامن من يونيو عام 1949م بعد أن قدم أخر أعماله فيلم “غزل البناتبعد” أن أصيب بمرض التيفوئيد.
ورغم مرور أكثر من 70 عاما على رحيل “نجيب الريحاني” فمازالت أفلامه الكوميدية الهادفة تُثري شاشات محطات التلفزيون الفضائية ويستمتع بها أي مشاهد مهما كان عمره ، طفلا كان او شابا أو عجوزا فلقد كان كل ما يقدمه الريحاني فنا راقيا يسعد به الجميع.